15.03.2011
في مثل هذا اليوم ميلادها وقبل يوم أنا خلقت.
ورغم أني مازلت رضيعا لكن أصابعي راحت تكتب على جدران حارتنا عبارات لم أتعلمها في المدارس.
وبسرعة البرق كبرت.
لم أكن أتوقع أنهم سيحرقون الياسمين وسأكون طفلا سجين. أن أعذب وأقطع بالسكين.
اعذريني ياحبيبتي ان نسيت براءة الأطفال وتبدلت، قطعوا أظافر يدي وغيروا لون شعري ولون الزهور ولون الكفن وطعم الحنين. لم أرى بشاعة كبشاعتهم مهما زاد عمري من سنين.
لم يعلموا أني اليوم تحررت، أني لا كما أمسيت أصبحت، لم يعلموا كم من الذل والفقر والجوع عانيت.
يريدون أن يسكتوا في بلدي زقزقة العصافير، وأن يستبدلوا الموسيقا بأصوات نهيق الحمير، أسكنونني بيت القضبان بعد أن كان بيتي من حرير، سرقوا قبر والدي وحرموني نوم السرير، لم يكتفوا من قتل البشر، ولشذوذهم قاموا باعدام الحمير.
شنقوا القمر، دقوا طبول الرعب بين البشر، كفروا بالله وبالقدر، حرموني من شمس حارتي ظنوا أنهم قادرون تغيير القدر.
اختلفت الضحكات وساد البكاء وهطلت دموع البشر. قطعوا كل زهور بلدي وأعدموا فراشاتها، حرقوا الشهد، والنحل لم يعد يطعمنا العسل، الكل يصرخ الأرض والسماء والحجر، وأنا منذ أن خلقت أصرخ، لم أعرف منذ ولادتي عصفورا طليقا، ولا لسانا حرا، ففي بلدي لايوجد إلا الحديد.
أمي أنجبتني خلف القضبان وأبي مات خلف القضبان وأنا هنا وأخي خلف القضبان.
نأكل طعامنا من ورائها، ونمسح دموعنا الحارقة من خلفها، وحنان أمي تفصله عني القضبان. أعشق من خلفها، وأمارس الحب من خلفها، كل شيء في بلدي محاصر بالقضبان.
متى سأخرج ياحبيبتي. أليس من حقي أن أقف تحت المطر، وأن أكون كالبشر، أليس من حقي أن أكون طليق. وأن أمسح شعر رأسي الحليق، أليس من حقي أن أرى النور والقمر.
إني ياسادتي بريء من إفادتي فاعذروني إن قلت قتلت، فهم كتبوا إفادتي ونزعوا سعادتي فاعذروني إن قلت قتلت. حرقوا ياسادتي السماء وظنوا أنهم عظماء، وأنا وحدي الذي قتلت.
لا تستغربو إن سجنت، ففي بلدي تسجن قطرة ماء.
فهل هي مؤامرة كونية بحق السماء.
———————–
مواطن سوري من الشريحة الثانية
كتبت:
حكاية بلا عنوان نظام المؤامرة.
للنائمين من أهالي حلب
و مولد ثورة