لمى خاير
————————
لم تكن تتعدى الثالثة عشرة من عمرها، وكان يومها موعد المسيرة الكبرى لتجديد البيعة للقائد الخالد….
لم تكن سوى واحدة من مئات بل آلالاف يهتفون بروح القائد ، رغم أن كثيرون كانوا يمشون بصمت ثقيل خاصة الأساتذة ويتركون المهمة للـ “هاتف” في مقدمة كل مجموعة والذي لا بُد من ترديد هُتافه أو على الأقل التصفيق بكافة أنواع الإيقاعات الطلائعية والعقائدية من خلفه!
بدأتْ تهتف بشكل آلي كما الجميع مراراً وتكراراً، خَدِرت الأقدام والحناجر، وبدا المشوار وكأنه لن ينتهي أبداً، كان يشبه برتابته خلود الأب القائد! وفجأة أخذ صوتها يعلو شيئاً فشيئاً حتى أصبحت الهُتافات تخرج منها صُراخاً هستيرياً يكاد يشّق رئتيها وينفجر من شرايين عُنقها…
وكلما انتهت من هُتاف كانت تضحك بشكل هستيري، نظر إليها رفاقها ومَن حولها وكأن بها مسّاً، إحدى صديقاتها من المرحلة الأكبر قالت لها بصوت منخفض ما بين ضاحكة وقلقة وهي تنظر يميناً ويساراً لتتأكد أن أحداً من الحشد لا يسمعها: “طولي بالك”، لكنها لم تأبه بتعليق صديقتها أو لمن حولها ونظراتهم الحيرى…
واستمرت حتى آخر المسيرة على هذا المنوال، كانت تشعر بحرّية غريبة خارج نطاق ذاك المكان وذاك الزمان، لكنها كانت واثقة تماماً بأن أحداً لن يجرؤ على أن يطلب منها التوقف أوخفض صوتها..
تعليق واحد
و ماذا ستقول عن شعورنا و نحن طلاب عرب لم نهتف لقادة بلادنا و لا مرة عندما نساق الى تلك المسيرات العجيبة و قبلها تكتب اسماؤنا و تراجع , اصدق كل حرف فى هذه المدونة و قد اعادت الى اسوأ كوابيسى …لقد صارحت عدد قليل جدا
ً من زملائى السوريين بشعورى و رثيت لحال الواحد منهم يولد و يكبر و يعيش و هو مغصوب على الهتاف للقائد الابدى ثم يموت بالحسرة بينما القائد خالد…خالد الى الى الابد خلصكم الله من الطاغوت و الجبروت