من أين يأتي الأمل
من النافذة طبعا …
من نافذة البيت إذا كانت باتجاه البحر..
من نافذة القطار .. إذا مشى بطيئا عكس مجرى النهر ..
من نافذة الزريبة .. إذا علق عليها العشب كشعر عذري على جسد..
كلها احتمالات تنذر نفسها للزمان والمكان
لكنه دائما يأتي من نافذة القلب ..لأنها الوحيدة القادرة على عبور الأماكن دون منبه يدق على رأسها …وحدها نافذة القلب تمشي بلا بوصلة ولا أجندات ولا وعود.. كأنها لحظة السقوط في شهوة الحلم .. فتطل على الماضي وتسحبه من أقدامه إلى ما سيأتي…
نافذة القلب التي نملكها لا ترتبط بالقرارات ولا بالتثقيف السياسي .. ولا بالمصطلحات.. هي الخامة التي لا تستهلك كاملة ..تتجدد وتنبت كرائحة الأرض بعد الحصاد…
إنها يا صديقي أغلى ما تملك .. فتمسك بها كاملة لأنها تطل على الأمل .. وإن كنت أحسست أن العالم صار أضيق من قبل .. وأن الكذب لف جناحاه على عينيك وآلمك..انظر من نافذة قلبك
إذا اتهمت بالخيانة وأنت تبكي كل يوم على نافذة بيتك لأن بكاء احدهم آلمك .. انظر من نافذة قلبك
إذا انتظرت سفيرة سوريا في فرنسا لتطلق صرخة المظلوم .. ولم تفعل ..انظر من نافذة قلبك ..
إن تكهنت بابتسامة من قاتل ..ولم تجدها .. انظر من نافذة قلبك
وإن فكرت يوما أن القتل مبرر وهو رد فعل على فعل ..فانظر جيدا…جيدا..إلى نافذة قلبك
إن عثرت على مفردات الطوائف في قوائم التعليقات تتبادل السباب والشتم..فانظر من نافذة قلب صديقك
وإن أحسست أنك تفقد حياتك بين قلق وخوف..فانظر من نافذة قلب أمك
إن تصببت عرقا أمام حاجز أمني ..فانظر من نافذة الميكرو….وانظر أيضا إلى نافذة قلبك …
لا تنسى أنك تحس بها ..حريتك تكمن في داخلك..وليست في انشقاقات الجيش ولا بفضائح النظام .. لقد تغيرتَ كما تغير معك الكثير من السوريين..فاطمئن… هو وقت العمل والانجاز..