التاريخ: يوم فجر الاربعاء..ليلة شهر تموز 2011
المكان: ميدان التحرير..القاهرة
كنت ليلتها هناك..عائدا الى البيت مع الاصدقاء..هناك سبب سخيف احتفظ به لنفسي عدت من اجله الى ميدان التحرير..بعد ان خرجنا منه جميعا..
اقترب بهدوء وانا ارى الكثير من الناس خلف السور الاخضر المحيط بالرصيف تتراجع والبعض وقف ينظر الى ما يحدث.
كان صوت الرصاص جليا-ليس حيا كالذي يستخدم في سوريا-ربما مطاطيا لا اعرف..الغاز في السماء..وعبقه في المكان ينتشر مع جزيئات هواء الحرية التي انتشرت في المكان. القناصة على الاسطح واضواء بنادقهم واضحة على العمارات الموجودة في الميدان..المعركة بين المتظاهرين و الامن لا حدود لها..وصلت الى المنتصف..نهتف جميعا:الشعب يريد اسقاط المشير..
لا ناقة لي ولا جمل لا بالمشير ولا بغيره..للحقيقة مصر ليست بلدي..لكنني رايت امامي..دوما وحمص و درعا والميدان وسوريا كلها وهي تنتفض..اشتقت لرائحة الغاز الذي شممت الكثير منه في يوم 25 يناير..-يومها ذهبت لانال شرف اسقاط الطاغية-!!
كلما هممت بالرحيل عدت ثانية..كلما قررت الرحيل ارى دماء السوريين..يشتعل داخلي الغضب..اعود لاهتف..وقلبي يهتف حرية حرية
عاشت سوريا حرة ابية..ولساني ينطق لمصر..!
هجم الامن المركزي مرة اخرى..التحرير محاصر من جميع الجهات..الا من جهة طريق ميدان طلعت حرب و التي تجمع بها المتظاهرون.
وانا عائد الى التحرير كان يمشي بجانبي شاب..دار حديث بيننا عندما عدت في البداية عما يحدث..سالني فجاة:اانت من هنا..من القاهرة ام من المحافظات؟
نظرت في عينيه..فخورا سعيدا..براس مرفوع ودمعة تكاد تنزل لانني لست هناك.اجبته برفع معصمي الذي يزينه علمنا العظيم امام عينيه..
توقف الشاب في مكانه..وقال:يا جماعة ..معانا واحد سوري هنا..
كرر جملته بضع مرات..اقترب منا كل من سمعها..التفوا حولي..ينظرون الي باعجاب..قال احدهم:انتم اسطورة ..انتم اسطورة..انتوا ازاي كده
عاشت سورية حرة ابية !!
كدت ابكي..كما طفل صغير ..رفعت راسي وقلت لهم اعذروني..مما انتم خائفون؟
من غاز حديث الصنع؟
عودوا الى ميدانكم ايها المصريون..فنحن بيوتنا اصبحت امام الدبابة مباشرة..لا على اسرتنا..التي لن نشتاق لها حتى يسقط!
هل عرفتم معنى السلمية الان؟
——————————–
Y.M
تعليق واحد
تنبيه: نحن أسطورة ..!! « مختارات من أحداث الثورة السورية