رغم أننا نعلم جيّدا أن النظام هو الذي ألجأكم إلى استعمال السلاح. ليس فقط للدفاع عن أنفسكم، ولكن لأنكم لم تستطيعوا أن تنفّذوا أوامره بتوجيه بنادقكم إلى صدور شعبكم الذي خرج يتظاهر سلميّا من أجل حريّته. تماما كما لم تسمحوا لأنفسكم بالوقوف موقف المتفرّج تجاه جرائم قياداتكم السابقة. رغم ذلك فنحن لا نصدّق أنفسنا بأنكم لم تحسّوا بخطورة المنزلق الذي يعنيه حمل السلاح في صفوف ثورة سلمية، وخاصة أن دعاية النظام تبرّر ليلا ونهارا جرائمها بأنها تحارب عصابات مسلّحة تخترع لها كل يوم اسما جديدا.
لا نعتقد أن علينا تذكيركم بدرس التاريخ. لقد اضطر مسلّحو “مجاهدي خلق” مثلا إلى دعم صدّام حسين، ومسلّحو أكراد العراق إلى دعم النظام السوري وهناك ألف مثال على أن العمل المسلّح يلجئ المسلّحين إلى الارتماء في حضن نظام مجاور. وتجربة رفيقكم حسين هرموش تؤكّد على كل حال هذا، وها هو يدفع الآن الثمن.
لقد اقشعرّت أجسامنا عندما سمعنا تعبير “العمليّات النوعية” اليوم. وعلّلنا النفس بأنكم لا تقصدون به سوى تخويف النظام وشبّيحته. ونرجو ألا نكون مخطئين.
إن الوقت لم يفت بعد لتصحيح هذا الخطأ. خطأ تكوين مجموعات مسلّحة تمارس العمل العسكري باسم الثورة. فهذا العمل لا يشوّه وجه الثورة الأخلاقي فحسب، بل وقد يقضي عليها.
إن الشباب الذي خرج عاري الصدور إلى الشوارع ليواجه الدبابات لم يطلب منكم رفع السلاح لحمايته. لقد كان بذلك الفعل بالذات يقول للعالم: سلميّتي هي سلاحي الأقوى. هذا الشباب نفسه قد لا يغفر لكم تشويه ذلك الوجه السلمي الحضاري الجميل لثورته.
إننا نناشدكم برمي السلاح واللجوء إلى العمل السياسي السلمي. فبذلك فقط يمكن للثورة أن تحقق أهدافها في الحرية وبناء الدولة المدنية الديمقراطية.
————————–
Husein Chawich
4 تعليقات
أنا أضيف النموذج اليمني
و أزيد أن الانشقاقات الصغيرة يجب ألا تعلن و لا تصور و الاكتفاء بالدفاع عن المدنيين العزل
يا سيد حسين مو الاجدى انك تناااااشد النظام بالكف عن القتل والاعتقال والارهاب ممكن تقنعه انو يكفي 3200 شهيد و 20000 الف معتقل و 15000 معتقل وازا فيك تقلو انو شو ماشبع دماء الا اي واحد يقاوم يسيء للثورة والبلد وقتل بشار وشبيحته مابيسيء للبلد واهله يارجل خليك منطقي وعقلاني ودور عالاسباب اي شيء بيصير بسوريا سببه بشار وزبانيته
استمرار المظاهرات بالرستن وحمص ودرعا وتوقفها او انخفاضها الشديد بالمقابل في حماة والدير /ع انعدامها في حلب ودمشق ناجم عن انشقاقات الجيش والذي ينتسب معظم افراده من السنة إلى الرستن ودرعا ودير الزور.. هؤلاء- بشهادة ناشطين من الداخل -هم من يقومون بالتخفيف عن او بحماية المظاهرات
يا سيد كاتب المقال أرجو أن تعيد التعرف على الثورة والثوار، فأنت تقول: “إن الشباب الذي خرج عاري الصدور إلى الشوارع ليواجه الدبابات لم يطلب منكم رفع السلاح لحمايته. لقد كان بذلك الفعل بالذات يقول للعالم: سلميّتي هي سلاحي الأقوى. هذا الشباب نفسه قد لا يغفر لكم تشويه ذلك الوجه السلمي الحضاري الجميل لثورته”.
الثوار يطالبون الجيش الحر بحمايتهم ويباركون عملياته، ويدعون الجميع لحمايتهم، والثوار أطلقوا على الجمعة الماضية (25 نوفمبر) تسمية “جمعة الجيش الحر يحميني”.