محمد أحمد
—————-
يحاول النظام السوري جهده أن تتعدد مصادر الأزمة و أن تتشعب حيثياتها،و يحاول جهده إقحام أي دولة أو شخص أو جهة أو اعتبار،كما يحدث الآن في لبنان أو ما حدث من تحرش على الحدود التركية أو إشهار فزاعة الطائفية،فحتى تشكل الجيش الحر شكل له فرصة ليظهر كمنتصر،إذ سارع الأسد ليظهر شخصياً في بابا عمرو بعد اقتحام المنطقة و التنكيل بمن كان فيها،و أما الفشل الذريع للمعارضة السياسية فلطالما اعتبره النظام على وسائل إعلامه كنصرٍ مبينٍ له،فالمعارضة منقسمة بين الداخل و الخارج،و بين الداخل و الداخل،و بين الخارج و الخارج،فمعارضة الخارج لم تكن على المستوى المطلوب و من لم يتهم منها بالعمالة لجهات أجنبية اتهم بأنه كان قزماً أمام حدث عظيم مثل الثورة السورية،و معارضة الداخل من لم يصفّه النظام أو يسحله فهو متهم بالعمالة له أو عميل له فعلاً.
يصرّ النظام على تصديق كذبه و ادعاء الثبات و كأنه لا يعلم أن مصيره على كف عفريت،فالسبب الحقيقي وراء كل ما يجري في سوريا هي المظاهرات السلمية لإسقاط النظام و فشل الأخير بكل ٱلة عنفه بإخمادها،فهي حراك شعبي خالص و غير مركزي و إن انعدام وجود قيادة لهذا الحراك رغم أنه قد يطيل عمر النظام إلا أنه يجعل القضاء على هذا الحراك مستحيلاً حتى على نظام قمعي بوليسي مجرم مثل النظام السوري.
يخطئ كل من يراهن على غير الواقع،هي ثورة شعب يرى نفسه في نقطة اللاعودة،و رغم ركوب العديدين لموجة الثورة من انتهازيين و عملاء و حتى مجرمي حرب سابقين و رغم كل محاولات النظام إلا أن شيئاً لم يستطع أن يشوه الثورة أو يوقفها،الغالبية العظمى من السوريين تريد سقوط النظام،و رغم وجود فئة قليلة ممن يريدون الانتقام بسبب كل ما ارتكبه بهم من تقتيل و تنكيل و اضطهاد،إلا أن هذه الفئة لا تمثل غالبية السوريين،السوريون فقط يريدون العدالة،أن يحاسب الجناة و على رأسهم رأس النظام،و أما موضوع الدولة القادمة فهو مسؤولية كل السوريين، و إن كان البعض يقول إن ليس لكل السوريين نفس التصور عن الدولة المثالية،إلا أن حواراً جدياً متأنياً سيوصلنا إلى بر الأمان،و إذا كان هذا الحوار لم يصل بعد فذلك لأن التنسييق بين أطياف الشعب ليس كافياً بسبب قمع النظام و قبضته الأمنية.
تعليق واحد
تنبيه: نقطة نظام . . بقلم: محمد أحمد « مختارات من الثورة السورية