مؤنس حامد
————
متعَبٌ قليلاً و حانقٌ أيضاً
من الفتى الذي أطلق النار .
…………….
لا تُخِط الثقب
لا تغلقْ بابَه النابتَ كمحنةٍ في الصدر
لا تغسلْ هالتَه الفاحمة ببرد يديك .
أَعرفُه قبل أن يصبح ثقباً
و أعرف نهايته التي لا أدركها بإصبعي
كما أعرف طريق البيت
و أُحبّه كما هو
مستودعاً لألم .
…………….
تراءى لي
أنني مرّرتُ إصبعي فيه
ألفَ مرّة من قبل .
رخو كهلام دبِق
و موجع كخريف مبكّر .
كنتُ أرجو أن أتذمّر قليلاً
لكنّي بقيت كسَهْوٍ خاسر
صامتاً كهدأة
أو هكذا خيّل إليّ .
و صدري المرتجفُ كدريئة
في منظار قناصٍ وَدُود و حزين
لأنه كلما قتل شيئاً يبكي .
الفتى الذي كنت أعتقد
أنّ في يده بندقيةً لا تتواطأُ على الإطلاق .
…………….
كان صوتاً فاجراً في مقدمة الجوقة
مثل وقوفٍ مفاجيء لعربة .
بدا ليَ الآخرون و هُم يتابعون الهتاف
كبشرٍ ذاهبين إلى الحياة
في صورة مرتجّة و دائخة .
بينما كنت ألهو بأصابعي لأسدّ عبثاً
الثقبَ الذي تركه صوتٌ عابر .
والنبيذَ السارح بين أصابعي
الحارّ و المالح
بطعم خسارة مقامر .
…………….
سأغمض عينيّ قليلاً
و سأتظاهر بأنه لم يحدث شيء .
و لن أسأل عن مصير الطلقة
طالما أنها لم تسكن جسدي …
البارد الآن
و النائم لأنه متعب قليلاً
و حانقٌ أيضاً
من الفتى ذي النياشين
الذي أطلق النار
و الذي حاول ما استطاع
أن يهبني موتاً سعيداً .
تعليق واحد
متعب كثيرا و حانق اكثر !