كتب أحد يسارينا العتاة اليوم قاصداً المجلس الوطني الانتقالي السوري ما معناه ولا أنقل حرفياً : تحالف اليسار مع القوى الإسلامية ,يدل على ضعف اليسار, فاليسار القوي لا يتحالف مع الإسلاميين.
تحدث محدثنا الجليل متناسياً أن مجلسنا الانتقالي هو سوري ووطني أي انه لا يمين ولا يسار لا شرق ولا غرب, متناسياً أن هؤلاء الإسلاميين هم كانوا ولم يزالوا جرءاً لا يتجزأ من نسيج المجتمع السوري, والذي وجد هذا المجلس ليحافظ عليه لا أن يحيك فوقه أو يعيد خلقه, فلا وجد لليسار من دون اليمين.
هتف الإسلاميون واليساريون جنباً إلى جنب حرية , حريتنا ليس يسارية ولا يمينية, حريتنا بلون واحد وقياس يتسع للجميع .
يؤسفني أن أرى من يساريينا الحاليين ما زال جالساً نادباً كعاشوراءٍ هرم, سطوة الإسلاميين واتساع قاعدتهم الجماهيرية, وسيطرتهم على الشارع, بينما هو يجلس في برجه اليساري المتطرف منظراً وموجهاً وهو الذي يجب أن يكون أول الفاعلين, هتف السوريون لله خلال تظاهراتهم لأنه مرجعهم الأخير فلم يبق لديهم إلاه.
من تونس إلى مصر إلى اليمن إلى سوريا يروج اليساريون للمد الإسلامي المرعب وهم لا يفعلون شيئاً من أراد مجتمعاً حراُ, مدنياً علمانياً عليه بالعمل لأجله لا الندب على قبور اليسار.
يستغرب مثقفو يسارنا كيف خسروا الشارع بعدما كانوا في يوم من الأيام مرجعيته, آسفين على الاتحاد السوفيتي وانهيار المنظومة الاشتراكية, تعاضد مثقفنا مع أزمة الصواريخ الكوبية ودعم ثوار نيكاراغوا, وأفلس الآن.
طبعاً لا بد هنا أن أستثني العديد من المثقفين الذين استطاعوا الخروج من منظور اليسار التقليدي, والتطور كما الحال مع كل فكر و إيديولوجيا.
فلم يكن ماركس رسولاً منزلاً وليس رأس المال قرأناً ولا الرسائل الفلسفية رسائل بولس الرسول.
لا يسعني هنا إلا أن أوجه تحية إلى روح الياس مرقص .
—————
يساري من مصياف