مصطفى أبازيد
———————
في مثل هذا اليوم من العام الماضي كان الوطن كما محمود جوابرة وحسام عيّاش ينامون ليلتهم الأخيرة في فراش المذلّة، قبل أن يختار أبطال حوران الموت ليحيا الوطن بعزّة ..
قامت درعا .. حقاً قامت . و حطمت أصفاد الحديد ..
و حلّقت طيور الحريّة في سماء درعا البلد . لتسطع شمس جديدة . من حجارة العمري المتكئة على جدار التاريخ .. لتلمس الوجوه النائمة، لتبعثهم من رقادهم كي يبنوا وطناً حرّاً .
كيف يرجع من تنشّق نسائم الحريّة إلى أقفاص الذل ؟
كيف ينزل إلى الحفرة من أدمن صعود الجبال وعانق السحاب بيديه ؟
احتضن سهل الخير أبناؤه المتساقطين. و إتخذّ من دمائهم وقوداً تشعل ناراً . تفوح برائحة المجد .
و من عرف المجد و مضى في الغابات يتحدّى الوحوش . لن ترعبه السياط . لن تعيده المجنزرات ذليلاً .
هكذا وهب سهل حوران الحياة في نفوس أحرار سوريا شمالاً و شرقاً و غرباً .
هكذا كانت البداية .
والحكاية مستمرّة .