بداية وبعد السلام أود أن أترحم على أرواح من سقط من الشهداء على أرض سوريا الأبية التي لن يرضى أهلها الهوان بعد الآن… و أود أن أبلغ رسالتي… من مواطنة سورية… إلى كل من يهمه أمر الوطن سوريا…
سوريا كانت تُعرف مع أخواتها الثلاث ببلاد الشام… الأردن و لبنان و فلسطين… حتى جاء المستعمر الأجنبي و وضع الحدود السياسية بيننا… فانطلاقاً من هذه الحقيقة يجب أن نتذكر دائماً و أبداً أن مايريده الأجنبي من وطننا هو مايلبي مصالحه وتطلعاته… و هذه المصالح و التطلعات لا تتوافق مع مصالح و تطلعات الشعب مهما ظهر للعيان أن هناك توافق… فعندما نهض الشعب السوري… نهض ليسترد كرامته و حريته و حقوقه المشروعة في بناء الدولة المدنية التي ينعم أهلها بالديموقراطية… في هذه الدولة المنشودة… يستوي الجميع أمام ميزان القانون… يلتفح الجميع بشال واحد… ألا وهو العلم السوري… ينطق الجميع بكلمة واحدة… ألا وهي سوريا… يتصف الجميع بصفة واحدة… ألا وهي السوري… لافرق بين جنوبنا و شمالنا… شرقنا و غربنا… كلها اتجاهات سورية… لافرق بين مدينة و أخرى… فكل المدن سورية… إنها الكلمة التي تصف البشر… الطويل و القصير… الأشقر و الأسمر… الرجل و المرأة… إنها السوري… إنها الكلمة التي تصف كل الأماكن… الجبل والسهل… النهر و البحر… إنها السوري… فبعد كل هذه التضحية من الشعب السوري… ألا تستحق سوريا أن نغلب المصلحة العليا… ألا تستحق سوريا أن نترك المصالح الضيقة وراءنا… ألا تستحق سوريا ألا نفرط بها لقمة سائغة للطامعين… نعم … إنها سوريا… نموت دونها… نموت لحماية أرضها و شعبها… دماؤنا ترخص لذلك… فهل من مجيب .
سوريا تقع جغرافياً بين لبنان و العراق… وللسوريين الاطلاع الكافي على التجارب السياسية في كلتا الدولتين… فحين نرى تأثير الدين و الطائفية و الإثنية على المشهد السياسي لكلا البلدين نرفض و بشدة أن تكون ولادة سوريا الجديدة مشابه لأي من الحالتين… ففي الدولة المدنية التي تعتمد مبدأ المواطنة يكون الجميع سواسية كأسنان المشط… وهذا مانريد… نريد أن يكون العمل سبيل التقدم.. نريد أن نرى الشخص المناسب في المكان المناسب… لا نريد الدولة التي تعتمد مبدأ المحاصصة الطائفية أو الدينية أو الإثنية… فسوريا ليست كعكة للتقاسم… لانريد التنازل عن حريتنا وتقدمنا وتطورنا على حساب بعض المصالح الفئوية… لا نريد أن نرى الفرقاء حينها يتقاتلون من أجل كرسي… لقد قالها الشعب… “هي لله هي لله لا للسلطة ولا للجاه”… و نحن نريد مايقوله الشعب… ولا نريد الطامعين بالسلطة و الجاه… وبتطبيق مبدأ المحاصصة التي ذكرتُه سابقاً نُصبح نسخة مكررة من لبنان أو العراق… ولا أظن أن أي شخص عاقل و وطني يريد ذلك… فمن هنا أتوجه إلى كل من يريد أن يكون في المجلس الانتقالي المزمع تشكيله… نريدكم أن تكونوا مثالاُ يحتذى للمواطن السوري… أن يضع في حسبانه دائماً أن الشعب خرج من أجل دولة المواطنة المدنية… وأنه لم يخرج ليحول سوريا إلى كعكة للتقاسم .
——————————
مروة علي – بكل فخر مواطنة سورية