عمر ديب زرزور
إن خطاب أمين حزب إيران لم يفاجئ المتابعين والذين يعرفون كيف نشأ وكيف تحول بترتيب إيراني أسدي إلى المقاول الحصري والوحيد للمقاومة، حيث أنهى النظام الأسدي كل أشكال المقاومة الوطنية اللبنانية والمقاومة الفلسطينية في جنوب لبنان لصالح حليفه حزب إيران بقيادة حسن نصرالله .إلى أن أصبح المقاول الحصري والوحيد (للمقاومة في جنوب لبنان).
وعندما قام العدو الاسرائيلي بالانسحاب المفاجئ دون ترتيب مع حزب إيران والنظام الاأدي من جنوب لبنان ارتبك الحزب والنظام بالحالة الجديدة لأن الحزب اكتسب شرعيته من مقاولته للمقاومة، بعد خروج اسرائيل من الجنوب، طلب من النظام الأسدي مغادرة لبنان فأبدع العقل (المقاوم) بأن مزارع شبعا وكفرشوبا أرضا لبنانية و يعلم القاصي والداني أنها أراضي سورية محتلة عام 1967مع الجولان ليبرر استمرار تسليح الحزب وارتداءه لبوس المقاومة.
وبدأ ببعض الحركات البهلوانية التي قام بها الحزب باستدراج أحد عناصر المخابرات الإسرائيلة إلى لبنان وخطف ومبادلة أسرى جعلت منه بعيون مناصريه مقاوم وأما الحركة الأخيرة التي قام بأسر جنديين فيها. كانت قفزه بالهواء أكبر من قدراته أدت إلى حرب تموز حيث قامت اسرائيل بتدمير بنية لبنان الاقتصادية وهدمت بيوت حاضنته الشعبية، ففتح الشعب السوري في القصير وريف حمص وكافة المناطق السورية لأهل الجنوب اللبناني وسكان الضاحية بيوتهم وقاسموهم لقمة العيش إلى أن عادوا مكرمين إلى ديارهم (حينها وبعد التحرك الرسمي العربي رضي وقف إطلاق النار وخرج أمين عام حزب إيران ليقول أنه لو يعلم أن أسر الجنديين سوف يؤدي إلى هذه الحرب لما فعل، أي أعلن ندمه!
الآن جاءته الأوامر من إيران إن ما قاموا به ليس خطأً بل نصراً الهياً وبدأ الإعلام المقاوم يسطر آيات النصر في عقول الناس فبعد حرب تموز والنصر الالهي فرض على حزب إيران انتشار الجيش اللبناني في الجنوب وانتشار قوات دولية وابتعاد مقاتليه عن الجنوب. وبقي ينتظر الدور الجديد للحزب بعد تموز فكلف بعد انسحاب القوات السورية بالسيطرة على لبنان وبرز دوره بشكل واضح في السابع من أيار اليوم المشهور، وأعلن سيطرته على كامل لبنان بدلاً عن القوات الأسدية التي انسحبت بعد قتلهم الحريري. واستمر على هذه الحالة لم يطلق طلقه واحدة على اسرائيل حتى خلال حرب اسرائيل على غزة إلى أن انتفض الشعب السوري على جلاديه. أبى حزب إيران إلا أن يكون هو وأمه ايران في خندق النظام الأسدي يقاتل الشعب الذي احتضنه في حرب تموز ويشارك بتدمير البيوت التي آوته والتبرير (يدافع عن نظام دعم المقاومة وسندها، طبعاً بعد أن برر دخوله إلى القرى السورية بأنه يدافع عن الشيعة في سوريا)
والآن بعد اعلان الحزب جهاراً نهاراً أنه يقاتل ويدافع عن نظام الأسد. هناك من يقول أن حزب إيران غيّر توجيه سلاحه من اسرائيل الى الشعب السوري، نقول أن سلاح حزب ايران سلاح (مقاول) يحركه حسب رأي دافع قيمة المقاولة وهي إيران ونظام الأسد.
لكن ماهو موقف حلفائه المانعين (بعد أن كشف نفسه بأنه حزب طائفي غاز ومأجور؟)
نقول لأمين حزب إيران دخلت حرباً مع شعب رد الغزاة عبر آلاف السنين ولن تجد من ينقذك بإيقاف إطلاق النار. أنت اخترت نهاية حزبك بيديك. وإنها ثورة حتى النصر !