الشهيد= إنسان مظلوم خرج في سبيل هدف سام ولذلك قتله إنسان ظالم
للمعادلة ثلاث مكونات: المظلوم – الهدف السامي – الظالم
… عندما تصل رسالة الشهادة بهذا النقاء والوضوح فهي كفيلة بقهر المستحيلات… ورفقاء درب الشهيد يتحملون من خلال أقوالهم وأفعالهم ترسيخ هذه الرسالة وتوضيحها وإيصالها…
… يحرص الظالم في هذه الحالة على عدم وصول الرسالة من خلال … تشويه مكونات المعادلة… واستهداف رفاق الشهيد الذين يمثلون امتدادا لخطه…
يقوم الظالم بتزوير مكونات المعادلة بشتى الوسائل حتى تصل الرسالة مشوشة قليلة المصداقية… وهو في محاولاته لا يهتم بالتناقضات التي يقع فيها لأنه لم يعد مهتما بصورته بل المهم أن يشوه نده… فنكون امام سيناريوهات متداخلة تخلط الأوراق (لأن الرواية الواحدة يسهل تفكيكها ودحضها)…
فهو يقوم بالتعتيم على الطرف المجرم (عصابات مجهولة) وبالتالي تفقد المعادلة إحدى مكوناتها الأساسية… أو يقوم بتشويه الهدف السامي و الجهة التي يمثلها الشهيد معا… هم طائفيون تارة و منتقمون تارة ومرتبطون بجهات خارجية تارة.. والسلاح والطائفية والعمالة هنا للتغطية على مظلوميتهم من جهة وعلى هدفهم السامي من جهة أخرى.
بالتالي تكون الرواية من طرف الظالم أشياء من قبيل… متظاهر قتلته عصابات مجهولة- مسلح قتله الجيش- متظاهرون يطالبون بالتدخل الأجنبي
رفاق الشهيد يمثلون ما كان عليه الشهيد من خلق وفكر وقيم فهم حلقة الوصل بينه وبين الآخرين… لذا فأصحاب الفكر الراقي والرأي الثاقب منهم هم الأخطر على الظالم فينتقيهم انتقاء خطفا وحبسا وقتلا… وبدلا منهم يطفو على السطح أصحاب الصوت العالي الذين يصعب عليهم التمييز بين أحابيل الظالم ومبادئ الشهيد… وهكذا يمثل الشهيد بمجموعة ممن يسكنهم الانتقام والغضب يفشلون في إيصال الرسالة…
رسالة الشهادة رسالة نقية صافية… قصة محبة وبطولة وتضحية… تبعث الحياة في الأموات … تبعث الروح في المتخاذلين… تبعث الحماس في المثبطين.. تفتح عيون المتعامين…تسحب البساط من تحت المترددين… هي الخطر الأكبر الذي يهدد عرش المجرم… لذلك فجل همه التشويش عليها.. والمسؤولية هنا مضاعفة على من تبقى من أحباء الشهيد ليبقوا رسالته حية ليقصوها بأفعالهم وأقوالهم ليحافظوا على جمالها أمام جيوش التزوير…
—————
الحراك السلمي السوري