هل يحق للشعب السوري المذبوح أن يفرح بالخلاص من هذا السلاح ولوجاء عن طريق نيران صديقة للعدو؟
لنقرأ الصورة جيداً لنعرف ماذا يحدث بعيداً عن الإنفعال والعاطفة يجب بداية التأكيد على أن الكيان الاسرائيلي عدو الشعب السوري
وأن تحرك أي دولة في العالم لايكون إلا وفق مصالحها الخاصة والسياسة الدولية ليست جمعية خيرية ترعى الفقراء والمظلومين بل آلة منزوعة من الأحاسيس الأخلاقية والإنسانية وترى الأمور حسب مجسات مصالحها .
إن أمن الكيان الصهيوني هو الحاكم في النظام العالمي المعاصر وكل التوجهات العامة لأمريكا وأوروبا وروسيا وأتباعهم لخدمة أمن اسرائيل، وعليه إن بوصلة الحراك السياسي والعسكري الدولية في الشرق الأوسط تنظمها المصالح الاسرائيلية لخدمة هذا الكيان.
نعود إلى الساحة السورية موضوع البحث، مع هبوب رياح الربيع العربي تنسم الشعب السوري رائحة الحرية وقام بالمطالبة بها (سوريا بدها حرية) انتفض الجلاد الحاكم مستغرباً أن تصدر هذه الدعوة من شعب (يعتبره قطيع خانع) لذلك قرر من اليوم الأول سحق وسحل من يردد هذا النداء (بدكن حرية).
لكن هذا الشعب لم يكن قطيعاً كما توّهم الجلاد بل ردد (الموت ولا المذلة) وأمام صورة القمع الغير مسبوق وقف المجتمع الدولي ناصحاً للنظام أن يقوم بإصلاحات علها تطفئ الشعلة التي تطورت من حراك شعبي إلى ثوره شعبية (الشعب يريد اسقاط النظام) لكن ان هذا النظام متكلس المفاصل لا يستطيع أية حركة باتجاه الاصلاح واية حركة سوف تكسره وتسقطه لذلك رد على الثورة (الأسد أو نحرق البلد) وبدأ مسلسل احتلال المدن والقرى وعمليات القتل والتنكيل بالشعب واعتبرته الثوره محتلا وقرر الشعب مقاومة هذا الجلاد المجرم المحتل .والدعم الدولي والاقليمي من تحت الطاواوله ومن فوقها والشعب السوري المحاصر يقاتل بصدوره العاريه (مالنا غيرك يالله)
مر اكثر من عامين على الثوره وقوات الجلاد تتأكل وقوى الثورة المقاومة تزداد عدداً وعدّة وتتهاوى أركان قوة الجلاد ويفقد السيطرة على أجزاء مهمه في طول البلاد وعرضها.
وخلال هذين العامين يقف النظام العالمي الفاجر ينتظر أن يستطيع الجلاد إعادة سيطرته على سوريا والبوارج تنقل السلاح وتضخ الأموال من كل حدب وصوب وتقنين السلاح والمال على قوى المقاومة السورية.
وفي الأيام الأخيرة شعرت الدول الكبرى واسرائيل أن النظام باتجاه هاوية السقوط ولم يستطيعوا خلال هذه الفترة فرض أجندتهم على الشعب السوري وقواه المقاومة لإيجاد نظام بديل يقوم بخدمة مصالح هذه الدول واسرائيل. لذلك قرروا التخلص من بقية ترسانة أسلحة النظام (التي يستخدمها ضد الشعب السوري) خشية من أن تقع (بالأيادي الخطأ) حسب التوصيف الاسرائيلي والأمريكي الغربي، المقصود (أيدي قوى المقاومة السورية) وليس بأيدي حزب ايران كما يوصف البعض.
لذلك قرروا متفقين جميعاً (اسرائيل أمريكا روسيا أوربا الصين) تدمير هذا المخزون من السلاح وقامت اسرائيل بالتنفيذ لانه بالعرف الدولي يحق لأسرائيل ما لايحق لغيرها)
هل يحق للشعب السوري المذبوح ان يفرح بالخلاص من هذا السلاح ولوجاء عن طريق نيران صديقه للعدو؟
عمرديب زرزور