دلير يوسف
———————
مَا الذي يَمنَعُكَ مِنَ التَقَدُمِ الآنْ؟ أَتَانِي ذَاكَ الصَوتُ غَيرَ مُفاجِئٍ.
هي سِلسِلَةُ أَخطَاءٍ مَا إنْ يَنْتَهي أَحَدُهَا حتى يُلاحِقَهَا الآخرُ، كُنْتُ أُفَكِرُ.
وإنْ كانَ الأمرُ كَذَلِكَ، فلِمَاذا أَقدَمْتُ على البِدء؟ رُبَمَا كَانَتْ حَاجَةً إلى التغييرِ أَو رَغبَةً في التطويرِ، لا يَهُّمْ، البدايةُ كانَتْ خَارِقَةَ الجَمالِ، فَلِمْ لا؟ أَهيَ بَعضُ عَثَراتٍ سَتُوقِفُنِي عَنِ الاستِمْرَارِ في المَسْير. هوَ ليسَ بالأمرِ اليَسْير أَعلمُ، لَكِنَهُ لَيسَ المُستَحِيل.
دَلائِلُ النِهايةِ وبَشَائِرُها باتَتْ وَاضِحَةً للعيانِ، ففي قَلبِ دِمَشقَ عِصيانٌ، وفي حَلبَ australian pokies games online لَمْ يَعُدْ يَخَافُ النَاسُ مِنَ السَجانِ، وكَذَا في حِمْصَ وإِدِلِبَ وكُلِّ البُلدَان.
قُرْبَ عَرشِ المَلِكِ تَرى جُمُوعَ النَاسِ تَهْتِفُ لِلكَرامَةِ ولِلشُهَداءِ. تُرى ألَا يَهتَزُ الكُرسِيُ مِنْ عِظَمِ الصَوت؟
إنَّمَا الأَحَرَارُ أُخوَةٌ فِي كُلِّ مَكانْ، فليسَ لِلحُريَّةِ وَطنٌ إلا قَلبُ الإِنْسَان، ولَيسَ لِلحرِّ أرضٌ واحدة، إنَّمَا بِحَارٌ بلا شُطآن. سَأزورُ تِلكَ الأَرضَ قريباً، مِنَ العُمريّ إلى قَاسِمو مُروراً بِكُلِّ الشَوارِعِ وَالأزِقَةِ، سَأجِنُّ هُنَاكَ وَأَرقُصُ، سَأحجُّ إلى هُنَاكَ وَأَفْرَحُ. سَأُنَادِي وَأَصيحُ، إنّني الآنَ حرٌّ وحرٌّ وحرُّ.
سَلامٌ لبَردىَ مِنْ أَرضٍ بَعِيدَةٍ
فلِي فِي بُعْدِكِ اغترابٌ عَن دِيارِي
وَبّي مِمْا فَعَلَهُ بِكِ الأَعَادِي
طَعَنَاتٌ فِي جَسَدي وَفِي دَاري
أَلسْتِ دِمَشْقَ لِلحضارَةِ موطئٌ؟
فكيفَ يُبدُيكِ الظُلامُ بالنارِ؟
لي فيكِ أرضٌ عَامِرةٌ وشَعبٌ
كَلَّلَ جَبِينَكَ، قَاسيونُ، بالغارِ
كَيفَ السَبيلُ إليّكِ يا شَآمُ؟
مَا عَادَ يُطيقُ الإنِتِظَارُ انتِظاري
سَلي السَماءَ يا جُلّقاً إنْ بالمَاءِ
أُطفِئُ ظَمَأي، فَكيفَ نَاري؟
وَقُولي لِلمُستَعْمِرينَ لا تُضَامُ
الشَامُ وَأقسِمي بِهذِهِ الأَحجارِ
فَهُنا أرضُ الحريَّةِ وَمنْبتُ الأبطالِ
هُنا عُرسُ الشهداءِ والأحرارِ