واحدة من أجمل اللافتات التي رُفعت في مدينة الزبداني, ولعلها تشير بين حروفها بشكل أو بآخر إلى واحدة من أكثر المسائل اختلافاً في وجهات النظر, وهي مسألة انتقاد أخطاء الجيش الحر.
مسألةٌ يرى البعض أنها تجوز للجميع, كانتقاد أخطاء الجيش النظامي, ولكنًّ البعض الآخر يرى ويحرّم انتقاد هذه الأخطاء بل وحتى قد يرى في انتقادها خيانة, وهو بذلك يمرر أخطاءً في أغلب الأحيان لا يمكن تمريرها, وينسى أن أخطاءَ الجيش الحر في النهاية أخطاءٌ يجب تقويمها, والاعتياد عليها يجعل منها أمرً طبيعياً, وعدم انتقاد الجيش الحر والسكوت عن أخطائه قد يجعل منه قوة لا يمكن انتقاد أخطائها في المستقبل, فنكون قد وصلنا إلى أحد أهم أسباب اندلاع الثورة وهو عدم القدرة والخوف من انتقاد الأخطاء.
ولكن الكثير يرى انتقاداتنا لأخطاء الجيش الحر انتقادات هادمة تحاول تشويه صورة الجيش الحر وسمعته, علماً أن انتقاداتنا لمسألة المحاكمات الميدانية جعلت الجيش الحر ينشأ محاكم تمنع إعدام الفرد إلّا بعد محاكمته محاكمة نزيهة ليست عبارة عن آراء وتصورات وتوقعات, كما أنّ انتقاداتنا في طرق تنفيذ بعض هذه الأحكام جعلته أيضاً يمتنع عن تنفيذها بطرق قد تشوه الثورة وتُوجِد للبعض الحجج في انتقاد ثورتنا بأكملها, ودفاعنا عن ثورتنا هو من أهم الواجبات وأقدس المقدسات بالنسبة لنا, وهو كحقنا في الثورة تماماً.
ولكن رغم كل هذه الانتقادات ومحاولة الجيش الحر لتفادي الأخطاء, نرى أن هذه الأخطاء لازالت تُرتكب في العديد من المناطق, علماً أن وجود قيادة موّحَدة ومشتركة على الأرض فعلاً وليس قولاً قد يحد بشكل كبير بل وحتى قد يمنع ارتكاب أي من هذه الأخطاء, لكن السؤال الآن, هل من الممكن أن يتحول الجيش الحر حقاً إلى قوة لا يمكن انتقادها ؟
Abo Jamal
Syria Future Youth
حركة شباب مستقبل سوريا (شمس)