اليوم و انا في طريقي الى حمص العدية ، تنفست الصعداء لحظة خروجي من دمشق، لا استطيع وصف سعادتي
عندما اخبرتني مديرتي أنه بإمكاني الذهاب اليوم إلى حمص. لم أكن أرغب بالبقاء في
دمشق اليوم ، كنت قلقة مما سوف يحدث اليوم . انطلقنا إلى حمص و كلي امل بأن اراها
سليمة و ارى البسمة على وجه اهلها الشرفاء. الطريق هادئ، عدد الدبابات قليل و
الحمدلله ليس كالأسبوع الماضي، استبشرت خيرا.
عندما اقتربنا من دير عطية كنت آمل بأن ارى التمثال عند مشفى الباسل قد اختفى ولكن للاسف كان لايزال هناك ، قلت لنفسي لا بأس
لابد من أن اله الموت قد ازيل ، و لكن للاسف وجدته هناك، صنما . تخيلت الدم يقطر
من يدياه الممدوتتان لطالما كرهت هذا الصنم و وضعت سيناريوهات ازلته و كيف سيكون
شعوري عندما امر من هناك و لا اراه و لكنه للاسف . صبرت نفسي بأن فرحتي ستتم عندما
ارى تمثال حمص قد زال تخيلت فرحتي كيف ستكون وتذكرت كم رقصنا و غنينا عندما ازيل
تمثال حماة و لكن ما ان لاح مدخل حمص حتى وجدته هناك يضع كل ثقله على تاريخ و حاضر
المدينة ، مستقبلا الناس و كأن حمص ملكه و تابعة له، ولم يكتفو بإبقاءه ولكن وضعوا
العلم عليه و رافقوه بسيارة شرطة لتحميه ، كما كان المنظر مؤلما ان تراه هناك
بالرغم من كل الدم و القتل و الترهيب ، وترى العلم الوطني الذي هو ملك للشعب كله،
موضوعا على كتفيه و كأنه بطل قومي ، اعلم بأن الامر ليس فقط بتمثال يقف على مدخل
مدينة و لكن الظلم يزيد عندما ترى جلادك و قاتلك في كل زاوية و كل جهة تمرر عليها
عينك. دخلت باب السباع فوجدت أهلها سباع، سلامهم ، كلامهم ، برغم من كل الذي
يعانونه تراهم يتكلمون عن ما يفعلوه بالامن و كأنهم في عرس ، أحبهم أحبهم من كل
قلبي ، فقد اثلجوا قلبي ورفعوا رأسي .
غادرنا حمص ولم اكن بعد قد شبعت من اهلها و لا من ريحتها ، اتجهنا نحو دمشق كنت آمل ان تكون الاوضاع قد هدأت و انا لا ارى او
اسمع اي شي من الذي حدث اليوم. ولكن للاسف ما ان دخلنا دمشق حتى استقبلنا اول وفد
من السيارات التي تحمل العلم و تضع الاغاني بصوت عالي رافعة صور ماهر و بشار ،
السائق سأل ببسذاجة ” طب بشار و رئيس فهمنا بس ماهر شو خصووووو ، خلونا نرجع
على حمص و الله وجعتني كرامتي من هالمناظر “
.