مصطفى أبازيد
———————-
كان حلماَ يتخلل كوابيس واقعي.
في مدراس الذل تربيت على التأليه و التقديس.
اعتقلوا جاري، قتلوا ابن عمّي، و شردّوا أخي.
بقال الحارة و زبالها و جدرانها كلهم مخبرون.
صنم القائد الذي لا يخطئ يجثم على أنفاسي.
خفت على أبنائي، فأطعمتهم الخوف مع الخبز.
حذرتهم من آذان الجدران و عيون الأهل و الأصدقاء.
قمعتهم إن سألوا… أخرستهم ان اعترضوا.
و بكل حفلة تنكرية قذرة هتفت لسيف القاتل أشركتهم.
حتى جاء ذاك اليوم !
صوت الشبان يتخلل نوافذي .
يلعنون ما كان لدينا مقدساً .
و يمزقون صور القائد و يدمرون أصنامه .
في صمت و جنون راقبت المشهد .
رصاص القتلة ينخر الآذان .
الهتافات و التكبيرات تعانق السماء .
سالت الدماء . و ما فترت عزيمتهم .
كالطير الحر يحطّم أقفاصه .
لم اعد احتمل الصمت .
نعم لقد كذبت . نعم لقد خفت .
فـ حلمي كان مشروعاً .
و كابوسنا لم يكن قدراً .
فـ صنم القائد الذي أرعبنا لم يكن إلا ورقاً خفنا ان نقترب منه .
تلك الآذان والعيون التي اخفتكم بها ما كانت سوى سراب .
اليوم وقد هرمت و غزى الشيب مفرقي أقولها على الملأ .
أنا آسف فقد خفت من ذاك الذي يخافكم اليوم .
من ذاك الذي تحطمت دباباته على صخرة صمودكم .
يا جيلاَ أرضعناه الخوف فعلّمنا الكرامة .