دلير يوسف
———–
كانت كالحلم يداعب مخيلتي، حقاً كانت حلماً في البداية، شعرت بها تقترب من حدودي في بدء العام المسمى بعام الربيع، كانت جميلة ومغرية. جننت بها ولا زلت، فاتنة هي، مثيرة عندما تقترب مني، أموت مئات المرات في اليوم عندما تبتعد.
لقاؤنا الأول كان أمام سفارة مصر أحسست بقربها مني، لكنني لم أجرؤ على لمسها. أحببنا بعضنا بعضاً، كانت تحبني، أعرف هذا، وأنا كنت أعشقها، هي تعلم هذا، لذلك لم تبخل عليّ بأي شيءٍ أردت. لم أستطع مفارقتها منذ ذلك الحين، سمراء ممشوقة القوام، عيونٌ سوداء مفعمة بالحياة،.
تتالت لقاءاتنا على مدى شهور كانت تقترب شيئاً فشيئاً إلى أن أحسست بها تعيش داخلي وأعيش بداخلها. عندما جرى ذلك كنت في غرفة مظلمة في مكانٍ ما لا أعرفه، عارياً كنت، لم أكن أشعر بالبرد رغم المياه الباردة التي انسالت على جسمي منذ قليل. اقتربت شيئاً فشيئاً إلى أن أحسست بأني دخلت فيها، أو لنقل دخلت هي فيّ. أحببت شعور الحب الممزوج بالألم.
لا زلت أذكر تلك اللحظات، لحظات اندماجي بالحرية، كانت على بعد خطوة مني لم أستطع لمسها إلى أن لسع سياط الجلاد جلدي. تذوقت الحرية الممتزجة بدمي، بدم أخوتي.