محمد دندشي
اليوم أريد التكلم عن المصابين لدينا…
“حمودي” شاب مصاب برجله. هذا الشاب مقاتل من كتيبتنا. أصيب بإحدى المعارك برجله. كان يقاتل بجانب أخي الصغير. أصيب عند الركبة بإصابة بالغة تمت معالجته بطريقة بدائية جداً. لم يخاط جرحه و قد تضرر العصب .
استيقظ كل يوم في الليل على صوته وهو يعاني من الألم. لم أعرف من قبل طريقة ضرب الحقن لكنني تعلمت من الفيديوهات التعليمية على اليوتوب الطريقة و تعلمت بالمصاب حمودي. كان يتألم بشدة .في أحد الأيام طلب مني أن أعطيه حقنة. في البداية لم أقبل فقال لي أنه سوف يحقن نفسه بنفسه إذا لم احقنها انا. فقمت بحقنه أول حقنة .
لا يتم معالجة المصابين في منطقتنا إلا بالطرق البدائية جداً. لا وجود لشيء اسمه مشافي ميدانية واذا قررنا إرسال أحد المصابين إلى المشفى نرسله إلى ما يسمى مشفى الباسل ونسميه فيما بيننا مسلخ الباسل في طرطوس والسبب من التسمية اعتقد واضح. فهو مشفى حكومي للشبيحة يقتل فيه كل مصاب من الطائفة السنية لقد أصيب أحد أقاربي وهو رجل كبير بالعمر منذ حوالي الخمسة أشهر إصابة ليست بالغة ولكن أرسلوه إلى مسلخ الباسل فعاد جثة هامدة لقد قامو بسرقة بعض من أعضائه الداخلية .
في إحدى الأيام استيقظنا على صوت احد الزملاء يوقظنا لكي نسعف أحد الجرحى أصيبو بشظايا جراء القصف الصباحي وهو شيء قد اعتدنا عليه في كل صباح كصوت الديك…
أصيبت إحدى الصغيرات لا يتجاوز عمرها الـ11 سنة و أصيب شاب في ذلك اليوم وقد فارق الحياة أما الطفلة فلا أمل لديها بالحياة. أصيبت إصابة بالغة ولا يمكن شفائها لكنها حية حتى الآن حسب ما قال لي الطبيب لا أذكر جميع الاصابات وذلك لكثرتها.
في كل يوم أدعو الله أن لا أصاب. و إن أصبت أن استشهد فورا كي لا أشكل عبئاً على أفراد الكتيبة ولعدم وجود الأدوات الطبية اللازمة و الأدوية وحتى طاقم طبي.