محمد دندشي
كان يوما كباقي الأيام ذهبنا إلى نوبة الحرس
كنا مقسمين إلى ثلاثة مجموعات مجموعة في كل مبنى و مجموعة جوالين نسميها دورية
كلمني احد الزملاء على الجهاز الذي نستخدمه للتواصل بيننا. هنالك ضوء في الجبل عند المزرعة القريبة. ما إن انتهى من جملته حتى سمعت إطلاق نار من المزرعة باتجاهنا. تلك كانت أول مرة أتعرض فيها لإطلاق نار بشكل مباشر .
بدأت المعركة اتجهت إلى ما يسمى الطلاقة. وهي فتحة في الحائط صغيرة نخرج منها فوهة البندقية. وأمامها من الداخل يوجد أكياس رمل لإطلاق النار ولحماية أنفسنا من الرصاص. أطلقت مشط كامل بالاتجاه الذي أرى فيه نيران البنادق التي تضرب باتجاهنا. كانت بندقيتي فضيحة بكل معنى الكلمة. فشرارة النار إمامها كبيرة مما كشف موقعي للعدو فنهال علي وابل من الرصاص. نزلت من المبنى بعد أن كشف موقعي من قبل العدو إلى الساتر الترابي أنا وزملائي من كانوا معي في المبنى وبدأنا إطلاق النار باتجاه المزرعة مكان وجود الشبيحة كنا منبطحين على الساتر الترابي والرصاص كالمطر من فوق رؤوسنا طلبنا مؤازرة في ذلك الوقت لم يعد لدينا رصاص كافي .
ما لفت نظري في المعركة شاب صغير لا يتجاوز عمره سبعة عشر عاما كان يحمل بندقية روسية وفي نفس الوقت حمل سلاح يسمى البي كي سي وهو سلاح ثقيل نسبيا قام بإطلاق النار منه حتى انتهت ذخيرته ثم عاد إلى الروسية في تلك الأثناء بدأ القصف علينا بالدبابات من حاجز نسميه حاجز أبو زيد في البداية كان القصف بعيدا ثم بدأت تقترب القذائف منا كنت عندما أراها تلمع انبطح على الساتر الترابي لأحمي نفسي من الشظايا بدأت تقترب القذائف وفي ذلك الوقت بدأت أفكر هل سأموت اليوم قبل إن أرى النصر؟ هل سأموت قبل إن أرى إخواني في تلكلخ ؟ حتى أتت إحدى القذائف على بعد حوالي العشرة أمتار منا.
لكن الحمد لله أتت في التراب سمعت أعضاء مجموعتنا يقولون أصيب الشاب الذي كان يحمل البي كي سي لقد حددوا موقعنا واحدهم يقول أين فلان كان بالقرب من مكان سقوطها أين هو بدأنا ننادي زملائنا أين أنتم في الوقت ذاته نطلق النار باتجاه العدو حمل زملائي المصاب بعد وصول المؤازرة و اتجهت إلى المبنى لان موقعنا قد كشف وأصبحنا هدفا سهلا للمدفعية في ذلك الوقت بقيت بمفردي في المبنى أراقب بعد انسحاب العدو لقد انسحبت قوات النظام بعد إن فشلت مهمتهم بالتسلل إلى منطقتنا في تلك الليلة عدنا إلى المنزل الذي تقيم فيه مجموعتنا بعد إن سلمنا نقاط حرسنا إلى نوبة الحرس التالية.
وبدأت الأحاديث عن المعركة وعن أخطائنا وعن بطولات الشباب لم ينسحب في المعركة إي فرد من مجموعتنا إما المصاب فلم تكن إصابته بالغة لقد دفعته قوة الانفجار إلى الساتر الترابي حيث رمته حوالي أربعة أمتار لأنه لم ينبطح عندما انفجرت القذيفة وقد إصابته بعض الحجار اثر انفجار القذيفة.
كنا نضحك ونمزح وكأن المعركة كانت مغامرة .
في تلك الليلة قمنا بالتواصل مع احد الأصدقاء في المستشفى القريب فأعلمنا بوجود تجمعات للشبيحة إمام المستشفى وإصابة عدد كببر منهم ولم نعرف عدد الأموات
تلك كانت أول معركة لي مباشرة مع الشبيحة وقوات النظام كنت فرحا تلك الليلة لدرجة أني لم أنم وأخيرا تحققت أمنيتي بحضور معركة حقيقة و اشتباك قريب مع قوات النظام…
لا أعلم إن قتلت أحدهم في تلك العركة أم لا لكني لا اشعر بالندم إلا على الرصاص لقد استهلكت في تلك المعركة حوالي 80 طلقة فال أي ما يعادل 8000 ألاف ليرة سورية وهو الشيء الوحيد الذي ندمت عليه ……
تعليق واحد
تنبيه: يومياتي في الجيش الحر . . معركتي الأولى « مختارات من الثورة السورية