أحمد أبازيد
—————
45 ….
مجرّد رقم يوميّ لا يستحقّ دموع الشيخ و كاميرات التلفزيون، و يسقط من ضمير الباكين على الوطن المطعون بالمؤامرات، و لا يستحقّ دم متبرّع يبكي أمام المذيع، و لا يلتفت إليه مجلس الأمن في جدوله اليوميّ لأعمدة الصحف، و لا تتجمّع حوله قلوب الخائفين من فوضى الدم، و لا يُسمح لقبة النسر أن تسمع اسمه دون قرآن المشركين ( بالروح بالدم نفديك يا بشار … أبوحافظ .. ) و لا حتى معه !
45 …
لا يستحقّ كلام القسّ عن المسيح المحبّ و لا كلام وزير العمائم عن أحجار الكعبة، و لا كآبة الأطبّاء لكمّ الفظاعة في برّاد الجثث، و لا يلتفت إليه السفراء بورودهم البيضاء لإثبات أنّ لهم بلدا ثانياً، و لا يملك طاقة أن يخرج صامتا من وكر سكوته الحكيم ليصرخ باكيا عن حزن السماء من وجد القاتل، و يعاتب باستعلاء الحكيم من لم يسمع نصحه و نظريّته في المجلس الوطني،
45 ….
و لم يتغيّر شيء لا لون المطر و لا شارة الأخبار ولا نعومة خدّ المذيعة،
لا الأسماء و لا بياض الأكفان و لا خشونة خشب التابوت،
لا المراثي و لا البيانات و لا عشاء المراقبين للمجزرة
لا قام المسيح من بين المذابح و لا انتفض الرسل من حكايات شيخ ما قبل الظهيرة، و لا استحال القرآن نارا في فم الباكي على راحة السلطان
45 ….
للضمائر الميتة الجحيم
سيكون دم .. سيكون نصر … سيكون وطن
تحيا الحياة
تحيا الحياة
تحيا الحياة