كثيراً ما أتكلم مع أخوة لي في السعودية وفي الكويت وفي الأردن وفي كثير من الدول … اتفائل بلهفتهم على نصرتنا وحبهم لمساعدتنا وتعاطفهم معنا ..
صدقآ أتفائل باننا أصبحنا كالجسد الواحد كـ مسلمون مجتمعون تحت راية لا إله إلا الله وهدفنا إعلاء هذه الراية ..
لكن الثورة قد وصلت لهم بالشكل الغير صحيح ..
انا لستُ بصدد كشف حقائق وأشياء تثبت عكس مايفتكرونه بأن الثورة نرجسية بيضاء صافية ..
لكني أردتُ أن أوضح فكرة بسيطة للذي خارج البلد ولم يحضر الثورة أو لأخواننا في الخليج أو في أي بلد كان بعيدآ عن سوريا ..
أدعوكم لمواصلة متابعة ماتبقى من الثورة عبر الشاشات المتلفزة وعبر الشبكات الفيسبوكية وعبر اي شيء لايربطكم في الواقع المرير ، الواقع اليائس …
الثورة رائعة و فكرتها وهدفها أروع وأروع لكن برأيي الثورة قد أستغلت وقد نُهبت وقد أنجرت لخدمة الأشخاص الذين قاموا والذين يقومون بها ويا للأسف ماذا حل بها …..
ومابين الجيش الحر والجيش النظامي انتسى الشعب وضاع الشعب بين الاثنيين ..
الجيش الحر يُأمن له الطعام ويُأمن له مايحتاجه و الجيش النظامي كذلك ولكن الشعب من يطعمه ومن يسقيه ومن يكسيه ومن ومن ، كل هذه الاسئلة جوابها ” الله ” وحده هو الذي لن ينسى عباده المؤمنيين !؟
الذي يظهر على الشاشات والله كله تجميل للواقع وكله تصنع أمام الكاميرات وكله تمثيل ممنتج أمام الناس الذين لايعرفون ثورتنا من الداخل ..
سـ اتكلم عن تجربتي وخبرتي وعن لسان كل شخص رأيته في جولتي ..
من حمص الجريحة ، إلى حلب المباعة ، إلى الرقة الممزقة
حمص الجريحة : عندما كنتُ فيها اتسائل هل كل المحافظات مثل هذا الواقع ! فمن أملي وحبي للثورة أقول الف الحمد لله هناك رجال مثل حلب ليس كمثل الذين هنا.. الذي كان مسؤول عن الاغاثة ينهب النصف ويترك النصف له ولأهله وللواسطات الذي تأتيه..
والذين معهم سلاح لايفقهون شيء ويتدعون الجهاد وفي الليل يسرقون وعندما يخطأ أحد من البسطاء يخرج سلاحه ومستعد أن يقتله مقابل أن لايعترف بخطأه والتنسيقيات … آه من التنسيقيات وتفرقها …
كل تنسيقية تكره الاخرى ولاتساعدها وإن ساعدتها فتساعدها خجلاً لاحباً بالعمل الجماعي .. قلتُ عنها جريحة لانها جرحت من ابناءها وبيعت من ابناءها
عندما وصلت إلى حلب : ذهب إلى الريف ورأيت العجب .. الكتائب المسلحة ولن اسميها جيش حر لان فكرة الجيش الحر وهذا الاسم اسمى من ان يطلع على هؤلاء ..
تصوروا أن كتيبتين تقاتلوا واشتبكوا لمدة يومين مع بعضهم من أجل 5ملايين وهو سعر براد للدولة ويتقاتلون من سيأخذه وهو المفروض أن يكون وقف للشعب ، والكتيبة الفلانية لاترضى أن تسير التجار الى المنطقة الثانية إلا أن تأخذ منهم مبلغ من المال أو بعض مما لديه ..
والمتاجر وهي للشعب قد سُرقت من قبل كتائب مشهورة قد ظننتُ سابقآ أن هذه الكتائب مصنعاً للبطولة والرجولة والجهاد ..
وهناك كتيبة مشغولة ببيع المعدات التي تسرقها وتغتنمها إلى تركيا حتى قال لي شخص وهو فلاح اننا أصبحنا نشتهي أن نأكل بطاطا سوريا وطنية فسألته عن السبب قال لي انها تباع لتركيا وتأتينا البطاطا التركيا التي مجبر الشعب بان يستعملها لرخصها ،
ولم تقف على الغذاء فـ أمامي اتت سيارة كبيرة يكتب عليها لواء ( ) لن اقول اسم اللواء لكن سـ اذكر الحدث ، قال صاحب السيارة هل تشتروا فسالته ماذا معه.. قال معي مولدة تكفي لتوليد حي كامل وقال لي أريد أن ابيعه ب2مليون وسعرها الحقيقي 10مليون ..
فقلت له لااحد سيشتريها اتركها للمنطقة مع العلم اأن المنطقة لم تاتيها الكهرباء منذ 10ايام متواصلة قال بالحرف : لي تركيا موجودة ..
بالتفصيل وبالصراحة احسست أننا نبيع وطننا لان القوافل على مدار الساعة تذهب ومحملة بكل شيء إلى المعبر التركي … لهذا الشيء قلت مباعة
الرقة : ظننتُ كـ أي شخص ثوري أن الرقة ستكون المثال الأروع لثورتنا وسيتفادوا ابنائها كل الاخطاء السابقة للمحافظات الثانية ليرتقوا بالثورة ويعطوا مثالاً أن المحافظات التي ستحرر ستكون أروع من أيام النظام بكثير ..
لكن خاب رجائي وللاسف , فهناك كتيبة وجبهة يتقاتلون لمن سيستلم المعبر الموصل إلى تركيا ويقتل ثلاثة بهذا الاشتباك والاثنيين يتدعون الجهاد والاسلام ؟..
المظاهرات تنقسم واعلام الثورة تُحرق من مؤيدين الامارة الاسلامية والاعلام الاسلامية تُحرق من مؤيدين الدولة المدنية ونسوا أن الهدف ليس أن نتقاتل مع بعضنا البعض ..
تنسيقيات ومراكز اعلامية تكره بعضها البعض وآخرون متسلقون أصبحوا قادة يأمرون وينهون ,
تصوروا لمجرد مركز إعلامي يتقاتلون مع بعضهم لاختلافهم على أن احدهم يخدم الشعب والآخر يقول نحن فقط للثورة ولسنا للشعب ونسي هذا أننا في خدمة الشعب قبل ان نكون في خدمة الثورة ..
والله يا أخوتي هناك كتائب و تنسيقيات لا تأكل إلا فراريج وسندويشات كباب وبجانبهم نازحين لايجدون مايأكلونه ولا يبالون ولايهتمون ، ونسوا اننا يجب أن نقسم الرغيف لكي ننتصر ..
نسوا وصية رسولنا الأعظم بالجار وأننا يجب أن نهتم لجارنا كما نهتم لانفسنا و نسوا ونسوا …
ادعوا كل شخص سيعارض كلامي أن ينزل إلى الشارع ويلتقي مع أول كتيبة يراها أن يسألها مارأيها بالكتيبة الثانية التي في الشارع الامامهم ،
أو يلتقي مع أعضاء تنسيقية أو مركز إعلامي ويسألهم عن أعضاء مكتب إعلامي في الشارع الثاني ويسألهم عن علاقتهم مع بعضهم وينظر إلى العجب … !!!
الذي لن يصدقني ادعوه للدخول على قلب تنسيقية واحدة والله اعضائها يتقاتلون مع بعضهم ، وكلااااام يطول ويطوول …
لن أكثر الكلام لكي لايصبح هدفي كشف أشياء سيئة في الثورة ماعاذ الله أن اكون كذلك لكن والله يا اخوتي الثورة هي فقط في قلوبنا ونحلم بتطبيقها في الواقع وعلى الارض لايوجد شيء من هذا نهائيآ ..
آخر كلمة أود أن اقولها ..
هذه الثورة بحاجة إلى ثورة والثورة التي في قلوبنا نحلم بها ولا نراها في الواقع ….
ووالله يا اخوتي النظام لايستمر على قوته بل يستمر على تفرقنا وتمزقنا .. وعندما نحب بعضنا البعض ونتعاون جميعاً لهدف واحد والله سننتصر ب أقل من شهر واحد ..
أملي أن أعضاء الثورة وأبطالها يتعاونون مع بعضهم البعض جميعا ً, وأن لايتهم كل شخص شخص آخر , وأن لايخون أي رجل رجل آخر لمجرد تفوقه عليه بالعمل ..
اللهم ارنا الحق حقاً وارذقنا اتباعه وارنا الباطل باطلاً وارذقنا اجتنابه .. اللهم أصلح أحوالنا ووحد صفوفنا وأجمع كلمتنا, وارذقنا الاخلاص والصدق في جهادنا…
أخوكم محمد | حمص وادي العرب