حين نظر المسافر إلى عيني ذاك الفتى، أخبرته روحه بأنها لم ترى بريقاً كمثل بريقهما من قبل، وروى له قلبه عن سحر يكمن داخلهما. ولما سمع الصغير ما تحدثا به عنه، أحس بالأمل والبهجة يجريان في عروقه، فسارع إلى رسم مدرسة كبيرة أذهلت المسافر الذي كان وحيداً فيها، أو ربما كان برفقة جميع الكبار في ذلك المكان. وهناك كان يُدرس الصغار الكبار بأن لن تلمع عينا الإنسان ولن تسحر إنساناً آخر حتى يطيب قلبه للخير وتطيب به نفسه لمن حوله. وبعد لحظات اختفى الصبي واختفت المدرسة والطرقات والأشجار واختفوا المارة واختفى كل عمار وبناء. ثم أيقن المسافر بأنه بات يقطن في عيني الفتى الصغير، وبأن رحلات قد لا تنتهي سيغدوها ليتعلم كرم وطيب الإنسان في أعماقهما.
سوريا / ريف حلب / 2012
نص وعدسة: باسل حسو