أقرب طريقه لفهم الموضوع هي: رجل مارلبورو الشهير مع ناره والطبيعه الجميله حوله ولكن وفي النسخة السورية سيحمل كاسه متّة بلا سكر، فلت عسكري بدل جاكيته الجلدي
وسنتغاضى عن النظرة الثاقبة لنستبدلها بزورة سورية حقيقية وبدل كلمة مارلبورو سوف يتحفنا هذا ال….. قائلاً .. شو ياحبي ب. مع مط الياء وتخفيف الباء إلى حد التلاشي
نعم.. أنت في سوريا، هذا مفهوم ((الكووول)) الذي تطور في مجتمعنا المبدع إلى شبيح.
هذا المفهوم وبمنتهى البساطة يشرح لنا المكون الأمني في المجتمع السوري فكلمه شبيح تأتي من شَبَحَ وتعني علقة بالمقلوب بغرض الجلد، أما الشبيح فهو هذا الصنديد الذي يعلق الناس ويجلدهم….. وتحول الجلاد في بلدي إلى الرجل الوطني المدافع عن السلطة!!!! للأسف.
أما كيف حدثت هذه المعضلة:
حب القوة بالأغلب، نحن -وبمقارنتنا مع بعض الدول المحيطة- شعب يسهل تشبيهه بأرض البصل، في تاريخنا السوري لم نسمع عن البلطجية أو عن أتاواتهم أو عن قمعهم لأهل الحي أو المنطقة. لكن التاريخ لم يكن ناصعاً دوماً في منطقتنا، فلدينا إقطاعيون وباشوات ودرك وانكشاري إلخ إلخ .. إنها السُلطة إذاً، دائماً في سوريا كانت السلطة وأزلامها تقمع الشعب دون هوادة بغرض الإثراء السريع أو البقاء على الكرسي وأحيانا للتسلية فقط. والحل الشعبي الوحيد لتفادي القمع هو…. لنكن منهم….
بطريقة ما تمكن العقل السوري وغريزة بقائه الفذة من استيعاب اللغط الحاصل في مفهوم الحاكم وأزلامه، وبمنتهى البراعة انتزع الذل من كلمة زلمة (أي تابع النظام) ليستبدل بها كلمة رجل
وأخيراً صار الزلمة رجلاً… ولكن ما بني على باطل.. تابع النمو كأن شيئاً لم يكن. المرحلة التالية لزلمنة المجتمع كانت تشبيحه طبعاً، -فإذا صارالكل أزلاما فمن نضرب- صاح شبيحة المستقبل
وهنا برز الحل في عقل السلطة المدبر والذي لا يعجز عن حل أية مشكلة قمعية. إنه الجيش… ليس كله ولكن أفضله … وصفق الجميع
شباب الحرس أو الوحدات الخاصة أو الامن…. لا يهم ما دام لدينا سيارات بيجو وبدلات مموهة ونظارات ريبان. وأهم شيء ميزان قذارة. فكل إنسان يريد أن يكون شبيحاً حقيقياً يجب أن يدوس كل من يقف في طريقه ودون رحمة. وهنا وبمعايير بسيطة بات الاختيار سهلاً.. وشُبِحنا
وبمناسبة شبحنا … المشبوح ..
على قولة المثل: المشبوح بيحب شبّاحو… لم نقاوم اغراء فكرة الشبيح لأن المظهر الخارجي من بدلة ونظارة ريبان وبيجو!!! وخزان لاينضب من البنزين. مغريات حجبت تماماً بصيرتنا نحن الزلم بالتعوّد، وللأسف مثل الفراشة والنار، لم يعد يهم ما فعلوا.. تماماً مثل رجل مارلبورو.. مات من التدخين والناس لا زالت تقلده وتدخن……. ولكن إلى متى؟.. نعم إلى متى؟
إلى كل رجال سوريا لستم أزلاماً ولستم شبيحة، لا داعي لأن نثور ونهوج. يكفي أن نوقف ما نؤمن بأنه خطأ. يكفي أن نحترم أجزاء كرامتنا التي سلبت ونعيد ترميمها. يكفي أن نحب سوريتنا، أن نحب إنسانيتنا، وأن نقول لا للظلم حتى ولو بالابتعاد عنه وعزله. ويوم نعلم جميعاً ان كل سوري غال جداً جداً ونحبه لسوريته…… سيسقط الظالم لوحده من الملل.
بقلم: باسل محيثاوي
وصلة قصيرة http://wp.me/p1zAl3-hh
.