أمجد طالب
حتى تسخّر الناس للجهاد في سبيلك، عليك أن تكون إلهاً عليهم، فالآلهة فقط هم من يستطعون تسخير العبيد في خدمة أشخاصهم دون أي اعتبارات أخرى. نضع بين أيديكم الخطوات العملية لتفعيل هذا الجهاد وإيقافه.
حتى تكون إلهاً يجب عليك اتّباع الخطوات التالية:
- الترغيب: وعود بالجنة، وعود بإصلاح الأحوال، وعود بتطور في حال اتباع الشريعة، وعود بالاستقرار، وعود بالسعادة، وعود بعلامات إضافية في البكالوريا، وعود بامتيازات للمنستبين…
- غسل الأدمغة: منحبك، تسخير الإعلام الرسمي وما يبدو مستقلاً لتنسب كل ما حول الناس لفضلك، الحمد للرب على كل حال فالوضع بخير، تكرير العبارات المنحبكجية والتسبيح بحمدك صباح مساء، تحويل المدارس إلى مداجن للأتباع والمستتبعين، عزل المجتمع عن العالم حوله، صورك في كل دور العبادة والمؤسسات الحكومية…
- الترهيب: مين إلنا غيرك، لولا الرب وين كنا، كل شيء مباح تحت سقف الرب، إنشاء معارضة وهمية تضع خطوطاً حمراء للمعارضة تحت سقفك، الكلمة الي على لسانك.. بلعه بلعها ، ضرب أمثلة عملية واقعية عن مصير الرافضين، التذكير دائماً أن على أكتافك ملائكة يحصون أنفاسك…
إعلان الجهاد: الخطوات التمهيدية:
- تشويه السمعة: الآخرون كفار مجوس زنادقة مهرطقون مندسون باطنيون رجعيون إمبرياليون عملاء… قواميس العالم غنية جداً بهذا المفردات، كما بإمكانك ابتداع المزيد حسب مخ عبيدك.
- تركيز الأدلجة بالترهيب على عدد محدد من النقاط الأساسية بحسب الظروف المستجدة: احذروا انحلال المجتمع، احذروا الفتنة الطائفية، احذروا التنظيمات الإرهابية، احذروا الشذوذ الجنسي، احذروا دخول الاستعمار، احذروا وصول أعداء الدين إلى الحكم، احذروا حبوب الهلوسة، احذروا…تنبيه: نقطتين تلاتة فقط، وبنفس التوجه.. لا تخرّيها… “عملاء إسرائيل” + “إمارة سلفية” ما بتظبط بنوب.
- فصل ما يقال في الإعلام عما تفعل على الأرض: أحبوا مبغضيكم… فقط الأموات منهم، مطالب مشروعة.. لكن يجب القضاء على العصابات المسلحة، الحوار مع المعارضة… وكل معارض في النار، الشرطة لا تطلق النار على المتظاهرين… إنهم الشبيحة الشبيحة.
إعلان الجهاد: حالة الطوارئ القصوى:
تنبيه: لا تفعل هذه الخطوة قبل التأكد من استخدام كل الوظائف التمهيدية السابقة:
- استفزاز الناس إلى حمل السلاح: عن طريق الإمعان بالقتل ودفعهم للدفاع عن أنفسهم.
- استفزاز العبارات الطائفية: عن طريق إطلاقها من قبل المنحبكجية والشبيحة أثناء استباحتهم للمدن والتأكد أن أهل المناطق المستباحة يشعرون أن ما يجري أمر طائفي بحت.
- ارتكاب مجازر أو أعمال إرهابية ونسبها إلى المتظاهرين: مثل تمثيل محاولة اغتيال القائد أو تفجير مكان مزدحم أو مؤسسة حكومية، قتل المنشقين من الجيش ووصفه على أنه كمين مسلح..
تربل شووتنغ (إذا أشكلت عليك الحكايا)
- الناس ترفض الاستتباع: يعني وصول مد أفكار جديدة تحررية إلى بلادك، أخطأت في عزل المجتمع وعليك إعادة التشغيل بالقوة.
- الترغيب ما عم يشتغل: يعتمد هذا على قديش صارلك عم توعد بالإصلاح! أنت بحاجة لتقديم إصلاحات حقيقية أو إعادة التشغيل بالقوة.
- ضعف في أداء وظيفة التمنحبكجة: هذا يعني وجود مشكلة في وسائل الإعلام أو حصول تسريب خارجي، عليك تعزيز العزل وإزالة بؤر الاطلاع المتصلة بالتسريب.
- لم ينفع كل ذلك؟ عليك تعديل الإله بشكل جذري، الإله القديم لم يعد صالحاً وأنت بحاجة إلى الحصول على نسخة جديدة، قد لا يكفي التحديث وتحتاج إلى إعادة تنصيب النظام من جديد.
- لا يزال الشعب يرفض؟ يوجد مشكلة عدم توافق بين النظام والشعب، الحل الوحيد تغيير النظام أو الشعب.
ملاحظة في حال الرغبة بعدم إعلان الجهاد في سبيل الأسد:
إذا كنت قد سبق استعبادك، عليك أن تنطق بالتعويذة المحررة من العبودية؛ وهي أن تقول لإلهك طز وأن تلعن روح أبيه. هذه الوصفة مجربة وفعالة، عليك أن تدرك أن لهذه التعويذة آثار جانبية قد تودي بحياتك، وأنت وحدك تتحمل مسؤولية أقوالك.
*الصورة أحد حراس معبد عين دارة المهملين عائد للحضارة الحثية