سلسلة تلخيصات ثورية – المقال رقم 1
هذه المقالة القصيرة تعرض لأهم أصول الثورة السلمية في فقرات مختصرة و مركزة. أرجو أن يجد القارئ فيها الفائدة.
الثورة السلمية هدفها إنهاء الاستبداد لكن بعيدا عن العنف الذي يتمثل أساسا في الهجوم العسكري و حرب العصابات و الاغتيالات… و ذلك نظرا لتكلفة الثورة المسلحة المرتفعة جدا و تواضع احتمالية نجاح التغيير نحو الحرية. إن الثورة السلمية تعتمد على المقاومة المدنية بهدف سلب السلطة قدرتها على إخضاع الشعب و ذلك بدفعه للخروج للمطالبة بحقوقه و إظهار العصيان المدني و أيضا سحب دعمه للنظام الحاكم. فالسلطة لا تصبح سلطة إلا إذا حصلت على الطاعة و الدعم من المجتمع الذي تحكمه.
و هنا نجد مفارقة بين الخيارين. فبينما يحتاج التغيير بالعنف بشكل أساسي للقدرة الجسدية و التفوق المادي فإنه بالمقابل يحتاج التغيير باللاعنف للذكاء العقلي و التفوق الأخلاقي. فالعقل يمكننا من ابتكار وسائل متجددة لرفض النظام المستبد بينما يضمن التفوق الأخلاقي على الخصم اتساع تأييد الشعب للثورة و كسب التعاطف الدولي.
بالطبع ستؤدي الثورة إلى أن يستخدم النظام المتسلط القمع المفرط ليواجه به حركة الشارع الثائر. في الثورة السلمية تستغل مشاهد ضحايا القمع لحشد تأييد شعبي أكبر و نزع الشرعية عن النظام القائم. و يمكن التخفيف من بطش النظام بابتكار وسائل جديدة غير متوقعة للاحتجاج. و يجوز الرد على عنف النظام بعنف معاكس بشروط هامة جدا مثل أن يكون بدرجة غير كبيرة فلا يخرج الثورة عن سلميتها و أن يكون أيضا ضمن حدود مرسومة سلفا فلا يتعدى لغيره.
و للثورة السلمية خطوط عريضة يمكن أن العمل عليها لنيل الحرية كالآتي:
- التحريض الدائم للشعب ضد النظام المستبد
- نشر الوعي بين الجماهير بطرق المقاومة المدنية
- توجيه حركة الشارع الثائر و وضع استراتيجية مرحلية
- قطع كل أشكال الدعم الداخلي و الخارجي عن النظام
- تشكيل مؤسسات الدولة الموازية و البديلة
في المقالات التالية من هذه السلسلة سنعرض لجوانب عملية للثورة السلمية.
———————
بقلم: مندس استراتيجي
تعليق واحد
تنبيه: تلخيصات ثورية: لماذا ثورة مدنية و ليست عسكرية؟ | كبـريـت | Kebreet