بقلم: دلير يوسف
——————-
في الغياب أصدقائي: عامر، رودي، عمر، عاصم، جوان، وفا، والكثير الكثير وأنا.
الغياب. لم نختره بأنفسنا بل اختارنا هو ليدهن جدران الزنزانة بأسمائنا، أو لنقل ليرمم جراح الزمن الذي يضيع منّا.
في الغياب لنا أغنية، نرددها بين الحين والحين، نداوي بها آثاره، آثار الغياب، وكم صعبٌ زوال تلك الأشياء، لا لشيء، بل لأنّه نحن، ماضينا وما يتنظرنا.
في الغياب لنا قصة، نحكيها ﻷطفالنا، إن عشنا للقائهم، أو إن هم أسرعوا لنجدة ما تبقى من مستقبلنا. فصة عذاب وألم، نرددها عليهم قبل أن يناموا حتى يملوا هم من تكرارها على مسمامعهم.
في الغياب لنا رسالة، نبعثها لحبيباتنا، قد لا تصل إلى كنت مختفياً في الظلام، وقد تصل مشفرة برموز لا يعملها سواكما إن كنت منفياً. تقرأ حبيبتك حتى تتعب من البكاء وتنام.
في الغياب لنا أسطورة كاذبة، فكم ستسمع بأنّك بطلٌ، وكم سيمدحوك، لكنهم لن يمسوا يوماً ذاك الألم والجوع الذي عشته. ستروي لهم تفاصيل لن يعرفوها، ولن يعرفوها، فهم لم يعرفوا الغياب.
في الغياب لنا قصيدة، نكتبها على جدارٍ ما، قد يكون حائط السجن، وقد يكون جداراً مرمياً تحت جسر موجودٍ فوق نهر يمتد إلى البعيد. نكتب ونخط عسى أن يتذكرنا أحد العشاق في ليلة ما ويقول يا له من أنا.
في الغياب لنا معجبين ومعجبات، لكن عندما نعود لا نراهم غالباً، يختفون ولا أدري لماذا؟ ربما لأن الخرافيّ لا يحق له أن يكون موجوداً على الأرض أمامنا، لا يمكن ان يكون بطلنا مجسداً بشكل ما، علينا أن نرسم له شكلاً كأشكال الملائكة لا البشر.
في الغياب لنا… ليس لنا إلا نحن
في الغياب نحن