سيدي الرئيس
انا و أصدقائي من السوريين المخلصين نعايدك بعيد ميلادك السعيد و نتمنى لك أجمل الأعياد. نتمنى أن تقضي مع السيدة الأنيقة أسماء يوما سعيدا و أن تغني لك بالانكليزية بصوتها الرقيق أغنية عيد الميلاد. نتمنى أن يستمتع أولادك حفظهم الله بإهداءك هداياهم التي جمعوا ثمنها ليرة فوق ليرة على طول سنيهم القليلة. نتمنى لوالدتك السيدة أنيسة ذكرى سعيدة بولادتك فالأم تتذكر بشغف يوم ولادتها لأبناءهاو قد تسعد بذكرى عيد مولدهم أكثر منهم. لعلها فخورة بك و بإصرارك على تنفيذ وصية الأب القائد الخالد المفدى رحمه الله و تتبع خطاه المباركة.
و بما أننا شعب شغوف بموسوعة غينيس و بعد أطول علم صنعناه في مسيرتنا التأييدية لك و بعد رقصنا احتفالا بأكبر عدد شهداء من الثورات العربية و أضخم سجون (إذ تحولت مدارسنا و ملاعبنا لسجون) و بعد فخرنا بأكبر مقابر جماعية تتسع لعائلات أو غرباء فإننا اليوم أعددنا لك أكبر قالب كاتو احتفالا بك.
صنعنا هذا الكاتو حسب وصفة دقيقة من طحين عظام شهداء حماة و آلاف الليترات من دماء شهداء درعا و جمعنا السكّر من ضحكات الأطفال قبل أن نقتلهم كرمى لعينيك المقاومتين الممانعتين….ستعجبك حلاوة الطعم فالضحكات كانت كثيرة. أما البيض المستخدم فكان من ….كان من أعضاء الفتيان التناسلية التي قطفناها لتسعد أنت…و تطلبت الوصفة قليلا من الملح…هذه كانت سهلة إذ جمعنا دموع الأمهات ،و ما أكثرها، ثم جففناها لنستخدم ملحها. أما الزينة فهي حناجر الشباب التي اقتلعناها …و حرصا على مشاعر أطفالك ووالدتهم السيدة البريطانية الراقية من منظرها المقزز فقد غطيناها باللوزينج اللذيذ. أتوقع أن تعجبك الكعكة. فمكوناتها على ذوقك تماما. و طبعا لم ننس أن نصور أشرطة فيديو كاملة تصور شجاعتنا لتفخر بنا على مبدأ يا بشار و لا تهتم نحن رجالك نشرب دم.
و رغم أننا فقدنا احترامنا لذاتنا و فقدنا ولاءنا لإنسانيتنا ….ورغم أن ولاءنا هو لك و لعائلتك فقط فقد خالجني شعور بالخزي و أنا أخبز لك الكعكة. فأنا من مواليد درعا و قد وصلني خبر موت أستاذي الذي علمني القراءة و الكتابة. و لكني لم أحزن فهو إرهابي.
وأمي من حمص و قد وصلني نبأ موت ابن أخيها وسام الذي قضيت معه ليالٍ صيفية طويلة نلعب الطرنيب. و لم أحزن فهو إسرائيلي.
ووالدي رحمه الله كان من اللاذقية و قد وصلني نبأ موت أبو عبدو جار بيت جدي الذي كنا نشتري منه البوظة على كرز و أيضا لم أحزن عليه فهو متآمر.
و الحقيقة هي أنني كنت أتمنى أن أرسل لك هذا القالب طائرا على متن صاروخ يفجرك أنت و ماري أنطوانيتك و عائلتك من مصاصي الدماء. و كم تمنيت أن أرسل لك قنبلة تنفجر في وجهكم ما إن نفختم الشمعة إلا أن الثوار الطوبايين المتمسكين بالسلمية لم يسمحوا لي. لن يلطخوا أيديهم بدماء أطفالك الثلاثة. مهما حاولنا فلن نستطيع مجاراتكم في الخِسَّة و الدناءة.
فنحن ســـــــــوريــــــــــــــــــــــــون!
—————————
RamaPanorama
تعليق واحد
حلاوة مقالتك من طعم مرارها