ورقة أخيرة تملكها السلطات في سوريا ألا وهي سياسة الاغتيال. استعمل حافظ الأسد هذه الورقة لتسويق حربه في الثمانينات ضد الإخوان المسلمين و عبرهم تصفية كل المعارضين بحجة الحفاظ على أمن الوطن، فأصبح كل معارض إما في القبر أو الزنزانة أو المنفى، ساعده حينها غباء و جهل حركات التمرد أنذاك، و ضعف الإعلام و تعاطف الناس و خبث أساليبه، فلا مانع عند النظام من تفجير باصات لمدنيين في مناطق الأقليات و لا حتى من قتل بعض ضباط و رجال دين و علم و ثقافة، و لا مانع على الإطلاق ان وجد النظام صدفة بعض الجماعات التي تنفذ له تلك الأجندة و تحقق رغباته ظناً منها انها تحارب النظام مستمدة حقدها من تصرفاته، و لكنها خدمته.
تتكرر اللعبة اليوم على يد الأسد الإبن و من معه فبعد شلال الدم النازف على امتداد سورية و الدبابات و الاعتقالات و تهشيم الاقتصاد الوطني و زرع بذور الحقد عن طريق تسريب الكثير من المقاطع و اقتراف الكثير من الجرائم ليجعل لبعض المندفعين دافعاً لتنفيذ ما يرغب منهم تنفيذه وهو الانتقام لتتحول سوريا إلى ما يشبه ساحة صراع دموي فيركب بشار حصانه الأبيض ليحرر سوريا من الاقتتال، و بالطبع لا مانع عنده من التخلي عن بعض الوزراء و الضباط و اساتذة الجامعات و ربما تفجيرات لمدنيين لتسويق و شرعنة القضاء على ” الفتنة ” التي صنعها هو عن طريق نشر الحقد، و ارتكاب فظائع مخططة بحيث لا تبدو له مصلحة في تنفيذها، يساعده غباء وجهل و اندفاع بعض الأطراف، الأسد الآن يبدو وكأنه يخطط من جديد لإغتيال الوطن و انقاذ عرشه، علينا أن لا نكون جزءاً من هذه اللعبة و نعرّي من تتلوث يديه بقذارتها اياً يكن، لننقذ وطننا و نغتال عرش الأسد…
———————–
Safo Horria