إلى طل :
سيأتي يوماً بإذن الله تقرأين فيه هذه الرسالة ….وتحاولين البحث في سجلات ذاكرتك وماضيك عن صاحبتها و وربما لن تفلحي بذلك …. لأني اقبع بزاوية مهملة في مجدك صديقتي ….
فأنا لم أكن حرفاً من الحروف المضيئة في خواطرك ……ولم أكن حتى كلمة في هوامش مدونتك
كل ما جمعني بك مقاعد الدراسة لثلاثة أعوام متتالية ……نظرات تبادلناها عدة مرات في باحة المدرسة وخلال تحية العلم … ورحلة مدرسية إلى الكفرون والمشتى …..
ولكنك يا طل كنت ومازلت صورة حاضرة في ذهني منذ اختفائك فمكانك الصدارة وليس الهوامش والزوايا
انت في الصدارة يا طل في الهتافات والشعارات…..وفي القلوب والافئدة
هتفت لك يوم اعتصام ساحة الحرية …..لم اكن وحدي يومها …كان معي الالاف وكلنا هتفنا ….يا حرية لوحي لوحي بدنا طل الملوحي …..كان معي الالاف ولكني احسست انو صوتي كان الأعلى ….كنت اتمنى ان اكتب على جبيني انني اعرفك …انني يوما التقت عيني بعينك …..وان مدرسة واحدة جمعتنا ….
طل ….اقسم لك اني افتخر لأننا اجتمعنا يوماً في تلك الحافلة…… وجلسنا على طاولة واحدة في تلك الرحلة ……
كم اتمنى لو أني تجاذبت معك اطراف الحديث ……لو رسمت وإياك ملامح سوريا كما نفعل الان …..ولكنك كنت السباقة . في تذوق الحرية ودفع ثمنها ……ونجحت في ان تكوني ايقونة ثورة ستغير التاريخ …….
سنحقق الحرية قريبا ً بإذن الله وستحتقلين معنا بساحة الحرية بالنصر …سأروي لك تفاصيل الثورة……أحداثها …مجرياتها ….كل ما مررنا به من احزان والام ودموع …..وكل ما سطرناه من شجاعة وكرامة وعزة …وسأقص لك حكايات ثورتنا التي غيبتك السجون عنها جسدا ولكنك كنت معنا روحا وقلبا …..
اقترب هذا اليوم كثيرا يا طل …..وأنا الآن أرسم تفاصيل ذلك اليوم كما اعتدت دائما ان افعل.
——————–
بقلم : ب. آ