مغارة الموت

من فترة و انا جواتي ثورة عم تلعب فيني ومرة تجنني ومرة تهديني
من قبل ما تبلش الثورة بسوريا ومن أول شرارة بلشت بالوطن العربي كتبت جملة عالفيس بوك
“ALL ARE SLEEPING, WE WILL WAK UP SOON”
حسيت أنها ممكن تهزّ حدا ، أو ممكن حدا يفهم شي منها أو يناقشني فيها.

مرة كنت عم احكي أنا وشخص عن الشي يلي عم يصير بالوطن العربي وكان يوميها في حركة احتجاج خفيفة صايرة بركن الدين. هلأ مارح فوت بتفاصيل أيام الثورة السورية يلي كلنا عشناها وإلنا أحداث وذكريات بكل يوم عم يمر فيها، كل يوم من أيام الأسبوع بيذكرني بحدث معين صار بسوريا.

أول مرة شفت مقطع الفيديو يلي كانت مروة الغميان فيه وقت هجم الأمن عليها مع رفقاتها بالحميدية واعتقلها بيذكرني بأمي لأنو يوميها أنا ما كنت بالبيت وقت طلع المقطع عالتلفزيون وشافت أمي المشهد وفكرت أنو هي أنا يلي عم يعتقلوني وما كانت بتعرف ايمتى وشو تاريخ هالفيديو ويوميها دقتلي تلفون بس أنا فصلتها لأنو كان مافيني احكي واستغربت الحاحها بالاتصال فرديت عليها وما بنسى الخوف يلي سمعتوا بصوتها وهي عم تسألني ويني وليش ما عم رد وقلتلها أنا بالمكان الفلاني ليش شوفي شوصاير قالتلي أنت منيحة وأكيد مافيكي شي قلتلها أي ، قالتلي لأني شفت وحدة بتشبهك عالتلفزيون فكرتها أنت ، فصرت اضحك لأني مافهمت شي وقلتلها أنا بس اخلص شغلي بحاكيكي .

لرجعت عاالبيت فهمت شو القصة كلها ، وقالتلي أمي أنا بعرفك كيف بتفكري وبعرف شو براسك اصحك ياأمي وبرضاي عليكي تشغليلي بالي أو تتصرفي شي.
أمي بتفكر متلي وبالعكس ثورجية كتير منيح مارح احكي عن هالنقطة لأنو في شي اهم احكي فيه.

أنا كنت ناشطة على أرض الواقع أكثر مني بالانترنت وأول مظاهرة نسائية طلعت عالتلفزيون وكانت كبيرة كانت بتشييع شهداء منطقة راح فيها 14 شب وأنا كنت بالصفوف الأولى من تجمع النساء وحاملة لافتة مكتوب عليها “ارفع رأسك أيها السوري فقد حان الوقت”، يالله كنت حاسة يوميها أني عم طير عن الأرض وأنو الدنية مو وسعانتني وأنا عم شوف أعداد العالم صدقا يوميها ما كان في حدا ببيتوا وكل العالم التفت ونزلت على أكبر مظاهرة بتصير بهي المنطقة بتذكر بتاريخ 3-4 ، كنت لأول مرة بهتف بصوت عال بهتاف أنا بدي قولوا مو مفروض علينا متل أيام المدرسة أول مرة بحس أنو صوتي عم يشق السما بالشي يلي أنا من جواتي بدي قولوا .

كنت عم اشتغل مع مجموعة منيحة وكنا ننظم مظاهرات وما إلى هنالك يمكن بوقت تاني بقدر احكي بشكل موسع عن هالموضوع مو لأني بخاف أبداً ولوكنت هيك ما كنت كتبت هالشي من أصلوا بس يمكن لانو ماصار الوقت المناسب يلي لازم احكي فيه ومشان ماورط حدا بطريقة ما.

صح أنا ما عدت اشتغلت مع هالمجموعة متل الاول وفيني قول يمكن خف نشاطي شوي بس لس جواتي روح الحماس والثورة لتحقيق الكرامة لها الناس يلي عاشت بسراديب الظلم لأكتر من أربع عقود.
بصراحة يلي خلاني ارجع ضوي شعلة الحماس جواتي من جديد هي رسالة كاتبتها مروة الغميان عن قصة اعتقالها للمرة الاولى ولأنو حسيت فيها شي مني وللحظة حسيت حالي عم اقرا شي انا كاتبتوا او صار معي وحسيت بالظلم والاسى يلي عاشتوا الممزوج بروح الثورة والحماس أنا قررت ارجع وبقوة لإيماني العميق بأنو الثورة ماضية بالطريق الصح وما بتنجح الا اذا نحن جيل الشباب توحدنا وحطينا ايدينا بايدين بعض، نحن يلي نشعل شعلة الكرامة بسوريا .

حديث مروة عن الصمت يلي شافتوا بعيون التجار بالحريقة حرئلي قلبي وقلت معقول لسا في ناس متصورين انو هيك نظام فاسد ويلي هنن اكيد دايقين منو الامر رح يضلوا ساكتين عليه ورضيانين فيه وعن هالفجر يلي عم يمارسوا علينا كلنا؟؟؟

مروة الغميان وجميع المعتقلين والمحررين يلي داقوا الظلم بأقبية المخابرت الفاسدة بوعدكم رح كون معكم على طريق الخلاص والحرية و أني لن ولم اتراجع عن عقيدتي وإيماني أبدا لتحرير سوريا من مغارة الموت يلي حبسها فيها هالفجرة لأكتر من 40 سنة . ورح كون معكم ومنكم … وبتمنى من يلي رح يقرأ هالكلام وكان متردد او لسى عم يفكر بأنو النظام لسى قوي وقادر يعيد حقبة التمانينات يراجع ضميروا ويعيد حساباتوا منيح ويفكر بقدرة الشعب السوري وبقدرة المظلوم كيف رح تنتصر بالنهاية ويلحق حالوا وينضم لصوت الحق ويشتغل معنا ببناء سوريا اللي كلنا منتمناها لولاده وأحفادوا وللجيل اللي جاية.

عاشت سوريا حرة أبية ، وعاش الشعب السوري المناضل وتحية إكبار إلى أرواح شهداء الكرامة وإلى أسرى الحرية .
نحن جايين وراجعين لعيونك يا سوريا.

——————–
نورالهدى الريحاني