تريدون أن تعرفوا أين يختبئ ؟ في بيتي .. نعم في بيتي !!
هل ما زلتم مندهشين ؟ !!
تريدون أن تعرفوا القصـــة ؟ ( سأبقّ البحصـــة .. )
منذ سبعة أشهر ارتقى إلى الله أكثر من ألف ومئة شهيد من مدينتي حمص ، من جميع الحارات بلا استثناء ، كان لدي 3 مجموعات من الأصدقاء نلتقي دائما، نتبادل أحلام الوطن .. و نمزح .. نتخيل كيف سيكون عرس أولادنا عندما نهرم .. آه .. الآن استشهد أغلبهم .. فصرت وحيداً لا أملك إلا أنتم في عالمكم الافتراضي .. حتى أغلبكم أسماء وهمية لا تمنحني إلا الصبر و المواساة .. وأحياناً تقاريراً غاشة مغشوشة ستجيب أجلي ظلماً و عدواناً.
لم يبق هناك شارع في حمص كما في غزة إلا زارته زغاريد الشهادة .. ما عدت أملك الدموع و لا حتى الزغاريد .. دلوني على طريقة تسمعوني فيها .. أرجوكم ..
ماذا فعلنا لكم ؟ أنا حمصي بريء حالم لم أقتل ولن اقتل أحد .. ما ذنبي أن أصبح رقماً دامياً في نشرات الأخبار كأي فلسطيني قتله صمتكم في غزة..أو سجين في زنزانة خفية تتعفن فيها خلايا جسدي و حنجرتي ..فقط لأني اردت ان اتكلم بصوت عال .. وحرية؟..
قلقون على مصير شاليط ؟ ! .. هه !! لا تقلقوا حي يرزق ..
هو في غزة .. أو حمص .. لا فرق .. فلم يفرق الموت بين المكان .. لربما فرق بالزمن .. و الأداة..
كنت أكذب عليكم .. أردت أن ابوح لكم أننا في حمص نتألم .. و نأمل .. تموت أجسادنا كل يوم .. ولم ولن تموت أرواحنا ..
لم أجد عنواناً للأسف يشد الصامتين .. و الكارهين لنا .. اجذب من اسم شاليط … فهو نجم اليوم .. و أنا أعرف أن جامعة الأنظمة العربية .. ومجلس أمن الأنظمة الدولية ..هم في غاية الراحة و السعادة أن شاليط سيتزوج .. و سيكتب مذكراته .. و سيكبر .. وربما سيمنحه أمير خليجي قصراً في جزيرة العالم ، أو يختاً أزرقاً في شواطئ العقبة ..
أما أنا .. فاسمي يامن وليد الشامي .. لست جلعاد نعوم شاليط .. أحمل الجنسية العربية السورية.. ترابي من حمص .حـــرّ من كل قيد أو غـــل .. أحبكم جميعاً .. . قد أستشهد بعد دقائق .. أو أسجن بعد ساعات .. و أعرف أنه لن تهمسوا ببنت شفة .. لربما ستضغطون خجلاً ( لايك ) على صفحة فيسبوكية تعبرون فيها عن كلمة ( يا حررام ، خطي ) ..
لكنكم واهمون !! مخطئون … في حمص نحن نصنع تاريخاً حبره دماؤنا … و أوراقه أكفاننا … نموت كي تعيشوا أنتم حياةً لم تكونوا اصلاً تطالبوا بها .. لكني أؤكد لكم .. أنكم ستعشقوها .. وسيعشقها أولادكم و أحفادكم .. وربما سيشكرونكم أنتم على مافعلناه نحن .. و ستبكون .. أنكم لن تستطيعوا البوح بالحقيقة .. هه !!
تطمنوا .. حمص منيحة … .. ووووو … شـــــاليط منيح ..
ونيـــــالك علـــــينا يا وطـــــــــــــــــن
———————
يامن الشامي
تعليق واحد
استغلال موفق فنيا ,لقد ادميت قلبي ثانية وثالثة وعاشرة لكن ما الفرق انه مدمى نازف منذ خمسين عاما نعم اشتد النزف لكن ان قتلت مرة او الف مرة ما الفرق ,؟ اثني عليك وعلى التوفيق في استخدام عبارة موت او قتل الجسد ,روحنا باقية وهي لله وبامر الله لا يملكها ولا يملك ان تفيظ الا هو ,لكن باذن الله ثورتنا ظافرة سنكلل باذن الله وبهمة شعبنا رغم صمت العرب والعجم والعالم بشكل لا يوحي بالبرائة والعفوية كمظاهرات النظام وشبيحته ,شعب هذه روحه النصر اقل ما يستحقه .