في مقابلة لقناة الجزيرة مع الصحفي الشهير محمد حسنين هيكل مساء الخميس (28/10/2011 م) راح يحلل الوضع في سوريا, ولو لم أكن أعرف هيكل (صوت وصورة) لظننت أنني أستمع إلى أحد من شبيحة الإعلام السوري.
أشارة الأستاذ / هيكل إلى التحريض الإعلامي ملمحاً إلى قناة الجزيرة, وتحدث عن المؤامرة التي بدأت في درعا وجسر الشغور و البوكمال وحمص وذلك لإيجاد “رأس جسر” ممر لدخول المؤامرة من المناطق الحدودية، واستغرب دور دول الخليج العربي ” المشبوه ” في دعم الثورات العربية.
وإعتمد في تحليله “العلمي” بالتسائل لماذا حدث الحراك في الأطراف ولم يحدث في دمشق وحلب وأجاب لأنهما يمثلان الطبقة الوسطى التي لم تشارك ويظن أنها لن تشارك لأنها ترى الخطر على سوريا كما يراها الأستاذ.
أما القول إن دمشق لم تشارك في الحراك قول باطل لأن كل أحياء دمشق وريفها شاركت بشكل كبير ويعلم أهل دمشق و من عاش في دمشق أن الظروف الإقتصادية الصعبة التي فرضت على سكان دمشق اضطرتهم لبيع منازلهم والسكن في الريف ليستطيعوا تأمين مساكن لأبنائهم الشباب وأن سكان ريف دمشق هم خليط من أهل دمشق والوافدين من المحافظات والسكان الأصليين للريف.
أما حلب شاركت ببطء نتيجة القمع الشديد للشبيحة التي ينظمها ويقودها رجال دين وسماسرة من التجار واللصوص وتجار المخدرات لأنه وكما يعرف الجميع أن التحالف بدأ بين فواز الأسد وعصابات مافيا المخدرات في حلب – ذلك التحالف القذر الذي تموضع في مدينة حلب منذ زمن بعيد.
وعن إشارة الأستاذ / هيكل إلى الطبقة الوسطى إننا نقول له أن يضيف إلى معلوماته أن صديقه حافظ الأسد إستطاع خلال أربعين عاماً سحق هذه الطبقة وإضافتها إلى الشرائح الفقيرة لأنه يعلم أن الحراك السياسي في أي مكان تقوم به الطبقة الوسطى لذلك نجح صديقه “حافظ الأسد” بسحق هذه الطبقة إلا أن أصبح المجتمع السوري عجيبنة يشكلها النظام كيف يشاء تحت إسم (القومية العربية , المقاومة , الممانعة) نعم لقد سحقها وألحقها بالشرائح الفقيرة التي تبحث عن لقمة العيش اليومية وتوزعت الخبرات على أبواب السفارات في كل أنحاء العالم.
أما إن كان يعتبر أن شرائح اللصوص والسماسرة هي الطبقة الوسطى فهذا شأنه.
وبما أن مؤسس هذا النظام الذي قلت فيه بعد زيارة له ((جئنا لنتعلم من الرئيس الأسد)) ظن أنه بالقوة الأمنية وتجويع وخداع الشعب السوري بالشعارات يستطيع أن يحكمه هو وأبناءة للأبد فقد خاب ظنه.
صحيح أن الذي أوقد شعلة الربيع العربي هو محمد بوعزيزي لكن إن التراكمات التي لا تستطيع أن تراها في وجدان الشعب السوري عندما شاهد الطائرات الإسرائيلية تقصف عين الصاحب وشاهدها تحوم فوق القصر الجمهوري وشاهدها تضرب موقع الكبر ولم يسمع من هذا النظام المقاوم الممانع حامي حمى الأمة العربية ( سوى إحتفاظه في كل مرة بحق الرد ) وعندما قام أطفال في درعا بالكتابة على الجدران عبارات ضد النظام لم يحتفظ بحق الرد بل سارع بالرد بكل ما أوتي من مقاومة وممانعة وذلك بخلع أظافر الأطفال وأهانة كرامة أهلهم.
هنا يا أستاذ هيكل عرف الشعب السوري العظيم أنه مخدوع لمدة أربعين عاماً وقرر الثورة ……. نعم إنها ثورة الكرامة والحرية حتى إسقاط النظام وعليه أعود وأذكرك
قف أستاذ هيكل ………. أنت في حضرة الشعب السوري العظيم وقدم إعتذارك لدماء الشهداء.
——————
عمر أبو دياب