السؤال الأول : ما العلاقة بين الشرق العربي ولندن ؟
في متحف لندن جرة صلصال من سوريا، اكتشفت خلال عملية تنقيب في شارع فينتشيرتش في حي سيتي أوف لندن، وجزء من قلادة من خرز الزمرد سداسي الأضلاع، كان يعتقد بأنها من سوريا أيضاً إلى أن دلت الدراسات إنها مصرية… وهي لم تستخرج سوى مؤخراً في حفريات بشارع كانون بالقرب من كنيسة سانت بول… المعروضات قليلة ومتباعدة زمنياً لكنها تظهر علاقة بين سوريا ولندن…
ما يعرفه الباحثون هو أن العرب قدموا الى بريطانيا قبل مئات السنين من استقرار البحارة العرب في شرق لندن، فقد استقدم رماة سهام سوريون الى جانب جنود من الجزائر والعراق الى لندينيوم ( كما سماها الرومانيون ) في الألفية الاولى… وماهو مؤكد مساهمتهم في بناء جدار هادريان شمال انجلترا… يقول البروفيسور جاك لومان : ان الجنرال بولينوس حاكم بريطانية الرومانية والذي قتل على يد بوديكا، قاد حمله عسكرية في سوريا لذا يجب ان نتعامل في علاقتنا مع الشرق العربي وسوريا بالأخص مع ألفي عام من التاريخ…
وما يؤكد ذلك تلك المنحوتة المصرية فوق بوابة دار المزادات سوثبيز في حي مايفير والتي تعود الى 1600 عام قبل الميلاد … وهي اقدم شيء من صنع الانسان في لندن…
كما ان لوحة صامويل سكوت لكونفت غاردن عام 1755 م ، تظهر تاجرا دمشقيا يعبر ميدان ترافالغار سكوير، الذي لم يكن يحظى بالاهتمام او الحفاوة مع الاسم الذي اطلق عليه تكريماً للأميرال نيلسون الذي دحر اساطيرالفرنسين والأسبان في عام 1805م بفضل رماة السهام السوريون واطلق على المكان اسم “ترافالغاز” مستمدا من اسم العربي للمعركة “الطرف الأغر”
يقول البروفيسور لومان: يمكن للوحات والنقوشات التي تزخر بها متاحف لندن ان يخبرنا حضور الفرسان والتجار العرب في الحياة اللندنية…
وتبقى الأسئلة التي أردتها من هذا الطرح …
– هل كان هناك حلف شرق أوسطي على غرار الناتو ؟
– وهل كان هناك مجموعة اقتصادية شرق أوسطية عربية تفرض سياسات تجارة عالمية عالغير ؟
– وهل كان لدينا أكاديميات عسكرية تخرج فرساناً ؟
– أي أنظمة تاريخية ومعاصرة مرت على الشرق وأسست لفكر عبودي ؟
– هل الملكية في الحكم الأسلامي المفروض : أن يكون خلافة على أساس الشورى كان سبب في ولادة ثقافة عمامة الملوك ؟
ارجو من كل من يريد ان يذكرني بالحضارة الاسلامية … أن يعلم أني لم أتجاهل ولم أنسى تلك الفترة…
لكن اطرح سؤالاً : هل يمكن اعادة برمجة الجهاز العقائدي للإنسان العربي بحيث يقرأ الماضي بعين الناقد وليس فقط بعين المغتر، لإعادة برمجة نفسه للعودة الصحيحة ؟
—————————-
Adnan A A
المعلومات المذكورة مقتبسة من مجلة GULF LIFE – LONDON
تعليق واحد
اقترح على كاتب المقال ان يمهر مقاله باسمه بلغة شعبه لا لغة المستعمر