1. “يا إيران جنّي جنّي و رح يحكمنا واحد سنّي “
الشاه الذي كان يرعب الخليج و العرب و لم يعرف تاريخ هذه الجغرافيا المسمّاة بالشرق من هو أحقر و أوضح عمالةً منه كان سنّيّا… للعلم فقط
المسألة الرئيسيّة هنا هو تحويل الثورة لعمل ذي هدف و هويّة تتعلّق بالإشكال الطائفيّ البحت، فعدا عن توجيه الغضب نحو إيران و ” مجاكرتها ” باستهداف هويّتها الشيعيّة وليس بسبب دعمها للنظام أو سياستها الطائفيّة أو نظامها الاستبدادي، و عدا عن أنّنا قطعنا المراحل و أكّدنا للمراقبين أنّ الحاكم القادم هو سنّي -وفي هذا رفض ضمني لأي مرشّح ذي هويّة مختلفة – و اختزال صفات الحاكم و صلاحيته للحكم بمذهبه الديني، و هذا عدا عن كونه خروجا من قواعد التداول و الإيمان بالتعدّد فيه رجوع إلى مفهوم الحاكم الوطن، أي الحاكم الذي يتمدّد ظلّه بمساحة الوطن ليكون هو هو، بمعنى أنّ الحاكم في مثل هذا التصوّر ما زال متخيّلا ككائن ذي سلطة عليا، حاكم رمز… يكفي ليشكّل هويّة البلد و يقرّر سياساتها و يؤوي انتماءاتنا و يهدّئ من اضطراباتنا المختلفة، الحاكم الواحد الرمز هو المفهوم الذي أرادت الثورات تكسيره أيضا، ليعود الحاكم إلى مجرّد موظّف يؤدّي مهمّته، و المجتمع وحده – ضمن المنطق الثوري – هو الذي يقدّم هويّة البلد و يمثّل ألوانه .
على الهامش : انا متأكّد تماماً أنّ إيران في وقتها الحرج هذا تفضّل مئة مرّة أن يخطب من هو مثل ” ناصر اللحيدان ” في مساجدها، على أن يخطب هناك الشهيد د.علي شريعتي رحمه الله …. إيران الاستبداد و القمع و التمترس وراء الطائفيّة هي من نعاديها و ليس إيران الحضارة و لا إيران المذهب .. اعرفوا أعداءكم
2.
” – الرئيس ما عم يقتل مواطنين .. هدول جماعات سلفيّة
– لك كذّاب بعينك هدول مو سلفيّين .. هدول سلميّين ! “
طيب فلنفترض أنّهم كانوا سلفيّين يقرؤون ابن تيميّة و يحفظون أشعار ابن الجوزيّة و يكفّرون من لا يعتقد بابن عبدالوهّاب ( إن أردنا أخذ النموذج النهائي ) فهل يجوز للرئيس أن يقتلهم ؟!
حسب هذه الطريقة المتكرّرة من أطراف في المعارضة في الرد على أبواق النظام السوري يخيّل إليّ أنّه يجوز !
إنّ ما نفعله بهذا الردّ هو انّنا في محاولة معارضتنا للقتل بسبب الاختلاف السياسيّ نتجاهل – إن لم نكن نقبل دون قصد – بالاستئصال بسبب الاختلاف الفكري، ربّما أعتبر مثل كثيرين غيري أن الفكر السلفي التقليدي و التديّن السلفي التقليدي كذلك ( الحويني في مصر و اللحيدان في السعوديّة مثلا ) مع نقيضه التقليدي الصوفيّة الطرقيّة بما تضمّان من انسحاب من الحياة و حوسلة المتّبع ليكون النموذج المثالي لما تريده أيّ حكومة قمعيّة استبداديّة تخشى من الوعي و الفعل، عدا عن تمهيده و تقديمه لنموذج استبدادي و معاد للتاريخ و التفكير النقدي من داخله، و هذا لا يلغي وجود تيّارات كثيرة داخل الفكر السلفي نفسه مختلفة و تقدّم منهجا علميّا رصينا، ولكن تحويل إطار الاختلاف الفكري مع هذه المدرسة ( كما قد نختلف مع المدرسة الليبراليّة التغريبيّة كذلك ) إلى اختلاف حول الوجود، و تجريم فكر بأكمله و صبغه بكلّ الصفات المناقضة و المحرّمة، عدا عن كونه يمثّل تخلّفا عقليّا و أخلاقيّا، فإنّه يقترب من أن يكون تواطؤا و تبريرا للمجرم في قمعه، من حيث لا ندري ..
3. ” اللي بعارض التدخّل العسكري .. بدي قص لسانه “
” اللي بطالب بالحماية الدوليّة خاين “
” المجلس الوطني هو الممثّل الوحيد و الشرعيّ … هيئة التنسيق بدن حرق مع النظام “
” لك مين انت لتحكي هاد الرأي , ما شفت هديك اللافتة بالمظاهرة التاسعة بتعارضك : هيك الثورة بدا .. روح يا عميل النظام “
” اللي ما بغيّر العلم مو منّا … “
” بكرة بس يسقط النظام و الله العظيم لنخليكم تلعنو اليوم اللي خلقتو فيه … “
“هاي أرض أبوبكر و عمر .. هدول المجوس لجهنّم “
” … الخ “
لا يحتاج هذا الشكل من الخطاب إلى تحليل… علينا أن نحاول – ولو قليلا – ألّا نشبه النظام الذي قمنا في وجهه … فقط.
———————-
أحمد أبازيد