Mohammad Ramadan
————————————–
بعد التشنج بمعدتي دام يومين من تعصيبي من كل شي عمبيصير… أوصتني الصيدلانية أن أواضب على الدواء و أن أتعشى جيدا…
فاجئتنـي زوجتي بطبق خضار الذي “أكره” !!! طلبت منها صحن مكدوس من الذي صنعته أمي و أرسلته لنا…
لم تكن المرة الأولى التي أكل بها مكدوس أمي…. لكن كانت المرة الاولى التي افكر بمواصفاة المكدوسه !!!
الباذنجانة السوداء الحمصية و الزيت الإدلبي الأخضر…
ومن غوطة دمشق الجوز الأشقر و الفليفلة الحمراء من درعا و أيدي أمي البيضاء كثلج قاسيون، كم لونا” فيكي ؟ كلون علمي !
أغمضت عيني للحظه ووجدت نفسي أشم تراب حمص ممزوج بطعم الكبرياء، رفعت رأسي بلا شعور أكملت حلمي و إذ تراني أسمع دعاء خالد ابن الوليد قررت الثبات في نشوتي، و لمحت قافلةً !!! كانو فرساناً يمشون كأبطال حمص في مظاهرة، انكيتوس بابا روما و ألكسندر سيفيروس إمبراطور الإمبراطورية الرومانية،
و جوليا دومنا إمبراطورة الإمبراطورية الرومانية و ديك الجن شاعر من العصر العباسي.
قلت: “كم تمنيت أن أكون معكم” …فقالو لي: “اركب قافلتنا فنحن قاصدين الشمال لنتعمد بزيت مملكة ابلا “في ادلب” المباركة، وصلنا سهل العمق نمشي بين أغصان الزيتون و نحن نقرأ لافتات حرية كتبت
بل الابلانية والآرامية والآشورية والحيثية والرومانية والبيزنطية و العصور الإسلامية المختلفة وجدنا رجالا مصممين على البطولة و الفداء…
لم أدري كيف صحوت من غفوتي ووجت نفسي طفلاً صغيراً في حضن أمي، قبلت يداها و كان بذهني الاف الاسئلة البريئة فقلت لها ما معنا هذي الكلمات؟ حرية ، ثورة ، كرامة ، نخوة ؟
فتبسمت و مسحت جبيني و قالت اذهب لدرعا و اسئــل أطفالها…
بعد ما مررت بسهل حوران كنت امشي بين سنابل القمح و كلي فضول لاعرف المزيد….. دخلت مدينة فوجدت انستاسيوس الاول يبني سوراً حصيناً للحماية من الغزو الفارسي…
صرت على مقربة من المدينة القديمة و اذ بأهل درعا يستقبلون الخليفة عمـر بن الخطاب بالغناء والضرب على الدفوف…
دخلت بين الاهالي و سئــلت: “أين اطفالكم؟” … فقالو لي” “يتعلمون القرآن عند الامام يحيى بن شرف النووي”
دخلت مسجده وجلست احادثه و تفاجأت كم من فرق بين الامام النووي و كثيراً من أئمتنا !!! بعد تلاوة القران جلست مع اطفال درعا و اجابو اسئلتي…
علموني كيف تكتب الحرية…
و قالو لي اذهب الى غوطة دمشق و اكتب بعصير التوت الشامي -حرية-
، كم لون التوت الشامي يشبه لون دم الشهيد ! دخلت الغوطة و شممت رائحة لن انساها كانت مزيج الحطب المحروق مع الطين و المطر… ما اروعها!
سمعت أنين السيدة زينب تبكي الحسين و شهداء سورية …
كنت أبحث عن التوت الشامي لأكتب حرية ، كم خجلت من نفسي عندما وجدت ثواراً يكتبون بدمائهم الحرية…
صحوت من حلمي ووجدت نفسي مكبلاً في مدينة خشبية رمادية لا تشبه مدينتي بشيىء…
سامحيني طليقتي لندن لن تقدري على منافسة مدينتي…
أتيتك من عشطي للحرية و الان ابطال مدينتي يعطون دروساً في الحرية…
مكدوسة أمي أعظم من أعظم من فيك…