زين ابراهيم
————–
على تراب الوطن سقط طبيب يحمل جواز سفر الوطن وعليه ما يفترض أنه رمز لعزة الوطن وحريته (النسر ).
ابراهيم نائل عثمان شهيد آخر يكتب اسمه في قائمة المجد السورية عرفت لمسة يديه جروح المئات من السوريين .
ألاف من الشهداء أطفال وشباب رجال ونساء تقدموا نحو الموت ليقولوا له قف ! هنا موطن الآباء والأجداد وهنا سيكون موطن الأبناء والأحفاد .
غريب أمرنا فعلا !
كم كنت أتمنى لو أن دبابات جيشنا العتيد قارعت المحتل الاسرائيلي شهراً واحداً بدل أن تلاحق أطفال سورية الغر الميامين من شارع لشارع لتسعة أشهر خلت .
كم كنت أتمنى أن أرى ضباط وجنود الجيش السوري يتصرفون بروح المسؤولية كآباء وأبناء وأخوة قبل روح الوطنية ولا أن يتصرفوا كجيش احتلال .
ولكل من يحمل في يده السلاح سببٌ يحارب من أجله ؛ وطن أو ربما طائفة وقد يكون حفنة دراهم ؛ لايهم بالنسبة لي
ولكن حتى الحيوانات عندما تتقاتل تحافظ على حد أدنى من أخلاق القتال افتقده هذا الجيش
لا أدري من يقف هناك ويضع يده على الزناد ليطلق الموت باتجاه طفل أو امرأة أو متظاهر مدني
لماذا كل هذا الحقد وأين رضعتموه ؟
كونوا من بشار الأسد نحن لسنا ضدكم ولكننا نرجوكم أن تكونوا مع أنفسكم ولو مرة واحدة .
فمن يطلق النار على زهرة شباب سورية ونسائها وأطفالها إنما يطلق النار على بيته وإن غداً لناظره قريب
ولقد سائني شخصياً أن أقرأ تعليقات السخرية كتبها بعض السوريين بحق بعضهم من الشهداء والجرحى
فحتى أشد الخصوم في ساحات المعارك يكنون احتراما لأعدائهم
عاملونا كأعداء فلم نعد نتأمل أن تعاملونا كأخوة في الوطن و الأنسانية ولكن حتى هنا وأنتم تقابلون صدور أبناء الشعب السوري العارية بدباباتكم الصدئة حافظوا على حد أدنى من أخلاق القتال ؛
فنحن ارتضينا مواجهة سلاحكم بالزهور فلا تطلقوا أحقادكم على جثامين الشهداء وحسرة الأمهات الثكالى
فتلك وضاعة لا نرتضي نحن السوريون أن يوصف بها جيشنا .
منذ زمن بعيد أظنه قارب الخمسون عاما أطلق أحدهم قوى الظلام ترتع في وطني فسادا
ولدت في سورية ورأيت التعب في عيني والدي قبل أن أراه في عيون باقي السوريين من جيران وأقارب وأصدقاء
ويوما بعد يوم كنت أجده في كل بقعة من تراب وطني
أهو قدرنا يا ابراهيم أن نتشرد في المنافي نحن السوريين
تجد الأطباء منا في كل بقاع الأرض حتى قاربنا كمغتربين على 18 مليون أو يزيد
في وطني سرقوا الفرح من عيون الأطفال الصغار
وفي وطني ارتفعت جدران لتحيط بحدودها وتحيط بعقول أبنائها
عالية تلك الجدران حتى ظننا أنها تبلغ السماء ارتفاعا تحجب عن عقولنا نور الحقيقة وحقيقة الآخر
آخر أرادوه غامضا مرعبا قاتلا ومخيفا أثار فينا من القلق ما أخرسنا وشل قدرتنا على الحياة وعلى الفهم
لماذا تفعلون ذلك أيها السوريون
تنفقون وتهدرون المال على بناء أسوار السجون ورفعها عاليا
تعالوا نبني بأموالنا مشافٍ لابراهيم ولجميع أطباء سورية في جميع انحاء العالم
تعالوا معا لنبني سورية بدلا أن ندمرها
وأنتم هناك يا من أعمتكم الأنانية وغطرسة القوة تعالوا لنجلس سويا معا في أحياء سورية وقراها فوالله لا يحمل لكم أولئك السوريون اللذين قال عنهم السيد المسيح بأنهم ملح الأرض واللذين خصهم النبي محمد (ص) بخير كلامه ؛ لا يحملون لكم سوى كل محبة
والله لم يكونوا إلا ليشكرونكم وليحملونكم على الأكتاف لو حملتم لهذا الشعب وهذا الوطن الحب في قلوبكم
فلماذا تفعلون ذلك ؟
طيبة أنت ومباركة يا أرض سورية الحبيبة تنشرين الخير في كل العالم
ومن مدنك وقراك ستشرق الشمس من جديد مادام فينا كل هذا الحب نقدمه لك
رحمك الله ياابراهيم ورحم جميع شهداء سورية
والله يصبِر أهلك . كم أتمنى لو تصل كلماتي لأمي أم ابراهيم وإلى جميع أهالي الشهداء فوالله لقد أثقلتم ديننا لكم أيها الأحرار .
11 -12-2011