يقول نابليون بونابرت :
لا دولة بدون جيش
فالجيش هو أهم الركائز التي تقوم عليها الدول , وهو الوسيلة التي تعتمدها آليات الحكم في أي دولة للحفاظ على مكوناتها,وبالنسبة للنظام القائم اليوم في دمشق ,فالجيش يمثل الركيزة التي يقوم عليها النظام كاملاً ,انه الذي يقوم اليوم بشكل أساسي -عداك عن الشبيحة و الأجهزة الأمنية – بكل القتل و التنكيل وحصار وتقطيع أوصال المدن و المحافظات عبر الحواجز الثابتة و يقوم باستعمال كل آلياته الثقيلة من دبابات و ناقلات ,و يستعمل سلاحه الجوي و البحري في قصف و ترويع المدن و المواطنين العزل ,واستلمت العديد من وحداته مهام التنكيل و التعذيب بأفراد الشعب , فكانت لهذا الجيش اليد الطولى في المآسي التي تمر بها البلاد ,و الحديث هنا عن الجيش كمؤسسة كاملة , وليس كأفراد أو وحدات مختلفة أو كتائب متخصصة .
عندما قرر الشعب أنه يريد إسقاط النظام ,فقد قرر عندها القضاء على البنية الأساسية أي لب النظام , انه الجيش بتشكيلته الحالية ,فالأجهزة الأمنية لوحدها أثبتت أنها أقل من أن تشكل التهديد الحقيقي للإرادة الشعبية ,إنها بالفعل تشكل خطراً كبيراً على الشعب الأعزل و لكن التهديد الأهم الذي يواجهه الشعب اليوم هو هذه الوحدات القتالية المنتشرة على طول البلاد و عرضها.
إن أي حديث عن الفصل بين الجيش و بين النظام هو حديث ساذج ,فالتكوين البنيوي للجيش اليوم القائم على الولاء للأسرة وليس للدولة , والعقيدة القتالية القائمة على التضحية بالشعب للحفاظ على النظام , تجعل أغلب الضباط الموجودين على رأس الوحدات القتالية بالإضافة للكثير من العناصر الذين تلطخت أياديهم بالدماء , كاملي الشراكة في الجريمة العظمى التي ارتكبت بحق الشعب السوري على مدى نصف قرن .
إن جيش النظام الأسدي أشبه ما يكون بكتائب القذافي ,فتحرير كامل التراب الليبي لم يتم إلا بالقضاء على هذه الكتائب ,كما أن انحسار سلطة القذافي كان يتناسب مع زوال سيطرة كتائبه على الأرض , ولاحظنا أن الغالبية من كتائبه قد حافظت على ولائها له حتى النهاية, و اليوم يتناسب تسلط النظام على الأرض بتحكم كتائبه على رقعة ما .
لقد أثبت هذا الجيش على مدى نصف قرن , انه العدو اللدود لحرية وأمن الشعب السوري ,وان من قتله هذا الجيش من السوريين يفوق بأضعافٍ مضاعفة ما قتله الفرنسيين و الإسرائيليين منه , وما دمر هذا الجيش من مدن هو بالتأكيد أكبر بكثير مما ارتكبته أي أيادٍ خارجية , كما أن المجازر التي قام بارتكابها على امتداد الأرض السورية يمكن وصفها بالإبادة الجماعية , و الجرائم ضد الإنسانية.
و قد يقول قائل , أن الأفراد و الضباط غير مسئولين عن القتل والتدمير والجرائم التي يقومون بتنفيذها ضد أبناء الشعب السوري , و أن المسؤول الوحيد هو من قام بإصدار الأوامر , وهذا يعتبر من أسوأ الوسائل لتبرير الجريمة , فأفراد الجيش اليوم قد أصبحوا كالمرتزقة أو كأفراد المافيا , الذين يقومون بالقتل المأجور فهل يمكن تبرئة هؤلاء بحجة تنفيذهم للأوامر.
إن من أسوأ الأمور التي قام النظام بارتكابها بحق الشعب السوري , هو تحويل عددٍ كبير من أفراده إلى مجرمين ,و أهم المشاكل التي ستواجه البلاد بعد إسقاط هذا النظام , هو هذا العدد الكبير من المجرمين الذين شربوا دماء إخوانهم حتى الثمالة , و لا أدري حقاً ما هي الوسيلة المثلى للتعامل معهم , فتركهم دون عقاب بحجة المسامحة سيشجعهم ويشجع غيرهم على ارتكاب الجرائم , فالذين هربوا من العقاب بعد الجرائم التي ارتكبوها في الثمانينات وما قبلها, يقومون اليوم هم وأبنائهم بارتكاب جرائم أشد دون أن يخافوا من أي رادع أو محاسبة ,فقد نجوا سابقاً من الحساب فما الذي يجعلهم يعتقدون أنهم لن ينفذوا اليوم .
لن تكتمل الثورة العظيمة إلا بالقضاء على كل البنى التي اعتمدتها السلطة الحالية , وان الجيش الوحيد الذي يتوجب على الدولة الجديدة أن تؤسسه, يجب أن يقوم على الجيش الحر الذين ضحى أغلب أفراده بدمائه فعلاً دفاعاً عن الشعب.
—————————————-
بقلم : A Alh
تعليقان
“فالجيش هو أهم الركائز التي تقوم عليها الدول ”
ليس اهمها بل من اهمها
معظم الجيش سينشق في اول فرصة
هذا صحيح تماما فكل من تربى في حضن هذا النظام وتخلق باخلاقه لا يمكن الركون اليه ومن باع نفسه مرة يبيعها كل مرة النظام جعل من معظم اتباعه جواسيس وقتلىة وعملاء ومن يمارس العمالة يدمنها وهي لا تتركه وخلاصة القول كما تفضل الكاتب هؤلاء كلهم بحاجة الى ليس تحجيما فقط بل تعقيم .