عزمي بشارة
استمرار التحرك الشعبي على أنواعه (بما فيه الدفاع عن النفس الذي لا يستأذن أحدا بضوابط لا تشمل تبادل العنف الطائفي وغيره) وتوسيع الحراك السلمي ليشمل فئات اجتماعية أوسع، ( وهذا يمكن ان يحصل وسوف يحصل) مضافا الى العقوبات والعزلة الدولية سوف يحسم مسألة نظام الحكم في سوريا.
وقد قلنا من البداية أن الأمر سوف يحتاج الى وقت. والصمود لوقت طويل يحتاج الى مقومات. من واجب القوى السياسية اذا ارادت ان تدعم الحراك الشعبي ان تؤطر ذلك في استراتيجية وخطاب سياسي يتلاءم مع هذه المهام. نحن ننتقد بعض الظواهر، ولا ننتقد استراتيجية المعارضة لأنه ليس لديها استراتيجية، ولو كان لديها استراتجية لانتقدت هي المظاهر التي تعيق النضال، أو تحيد بها عن المسار الذي يوصلها الى الهدف المنشود، وهو سقوط النظام واقامة نظام ديمقراطي.
الحراك الشعبي هو حراك بطولي، لا شك في ذلك، ونحن قضينا اكثر من ستة اشهر لا نوجه له الا المديح وكلمات الحث والتشجيع، ولكن من الضروري انتقاد سلوك المعارضة السياسية السورية التي تتنافس على كسب ود الشارع وتستثمر جهدا ضد أطراف اخرى في المعارضة، لكي تكسب شعبية لديه، من دون ان تقوم بدورها كقيادة في توجيه الحراك أو في مساعدته. ومن ابرز مظاهر عدم وجود استراتيجية تمضية الوقت في النقاش على طلب او عدم طلب التدخل العسكري الأجنبي وهو احتمال غير قائم في هذه الحالة لأسباب عند الدول الاجنبية وليس بسبب النقاش عندنا. وفي الوقت ذاته يسود تجاهل كارثي لحالة العراق وهو الأقرب جغرافيا وديموغرافيا الى سوريا. وهي التجربة التي يجب ان نتعلم منها الكثير. لبنان والعراق ( وليس ليبيا) هما الأقرب لسوريا.
الحديث بعصبية وإطلاق النعوت للحط من شأن مناضلين ضد الاستبداد كأن المتحدث يشعر بآلام الناس وغيره لا يشعر هو أسلوب ديماغوغي يغطي على عدم شعور المتحدث بآلام الناس والدليل استخدامه الأداتي لها إما لكي يحظى بشعبية أو لكي يقنع بمواقف وأجندات لا علاقة لها بدوافع الثورة الأصلية.
لمشاهدة الحلقة كاملة
حديث الثورة – قراءة تحليلية لحصاد عام 2011عام الثورات العربية
[youtube=http://www.youtube.com/watch?v=ex0VyWzs0zs]