عمر أبو دياب
——————-
كلما تكلم محلل سياسي أتحفنا بأن الدول ليست جمعية خيرية وإنما تعمل من خلال مصالحها , إلا أننا لا نجد هذه المواقف عندما يكون الموضوع يخص إسرائيل تصبح هذه الدول جمعيات خيرية لإسرائيل وتختلف مصالحها مع كل العرب والمسلمين ويجب التذكير هنا بأنه كلما تنفس مسؤول أوربي أو روسي أو أميركي أوغيرهم فإنه يقول (إن أمن وحماية إسرائيل على رأس أولويات هذه الدول).
فعندما تفجرت الثورة السورية المباركة بدأ النظام (المقاوم والممانع) يدعي أن قوى خارجية أمريكية وإسرائيلية تستهدف النظام لأنه يعادي أميركا وإسرائيل (الخديعة الكبرى) وبعد مضي عشرة أشهر على الثورة والنظام قد نشر قواته العسكرية الضاربة (ضد شعب أعزل) في الأراضي السورية من القامشلي إلى اللاذقية ودرعا ودمشق , وسخر هذا النظام كل إمكانات الدولة وإقتصادها لسحق الثورة مما أدى إلى إنهيار هذا الإقتصاد وعلى العكس دخلت أغلب المحافظات مرحلة العصيان المدني وهو مؤشر بالغ الأهمية على إقتراب سقوط هذا النظام ورغم هذا لم نسمع أو نرى موقفاً أمريكياً تصعيدياً لإسقاط النظام حتى أن الملف لم يسمح له بدخول مجلس الأمن (وذلك بتبادل الأدوار مع روسيا) من هنا فيتو أميركي لصالح إسرائيل إلى فيتو روسي لصالح النظام السوري.
أليس من مصلحة أمن إسرائيل أن يتم التخلص من نظام (المقاومة والممانعة) والذي يخربط مشاريع أميركا في المنطقة وربما في العالم.
نعم إن العقل والتحليل السياسي يفترض أن تقف هذه الدول الكبرى إلى جانب ما تعلنه أنها مع أمن إسرائيل, وإن من دواعي أمن إسرائيل هو بقاء هذا النظام الذي أوجد لحماية إسرائيل (بلجم أية مقاومة حقيقية) وتاريخياً إن هذا النظام معروف بضرب المقاومة الفلسطينية وشرذمتها.
لذلك إن هذه الدول الكبرى تحاول ان تفي بوعدوها بحماية أمن إسرائيل بدعم هذا النظام البائد إلا أن الشعب السوري وثورته المباركة لم ولن تستطيع كل قوى الأرض مجتمعة إيقافها لأن الله معها وغالب على أمره وإنها لثورة حتى النصر.