حالم بغد أفضل
———————–
عرفت بلاد الشام عبر تاريخها الطويل العديد من الأمراء والمولوك والرؤساء تفاوتوا في منزلتهم وقدرهم وعلا بعضهم على بعض والقارء للتاريخ يجد صعوبة بالغة في انتقاء الأفضل بينهم لكثرتهم ولكن لا يجد أي صعوبة في تحديد الأسوء بينهم حيث أن شخصية واحدة جمعت ألوان الشر كله وتفننت في ظلم العباد وتخريب البلاد وقلبت المفاهيم رأس على عقب فباسم الدين حاربت الإسلام وبالتقدمية دمرت البلاد وبالعروبة باعت الجولان وكل هذا لا يزن جناح بعوضة امام تخريبها للإنسان.
أعظم ما قام به حافظ الأسد يتمثل في تخريبه للشخصية الإنسانية القويمة وفق خطة منهجية نجح فيها أيما نجاح متفوقا بذلك على الفرنسيين بعظمتهم واليهود بدهائهم ليحكم بذلك نفوس ذليلة وقلوباً مريضة وأدمغة متخلفة وأحلام لا تتعدى لقمة العيش والنوم تحت سقف وفراش ولا أدل على هذه الشخصيات من ردود افعالها حين استلم ابنه الملك بمسرحية هزلية انحنى لها الجميع مباركين ومتفائلين بالدكتور الجديد الذي صان الرحم وسار على نفس الدرب مستترا بقناع من الطيبة وآلاف الوعود الوهمية بالإصلاح والتعددية .
توالت الايام وتعاقب الليل على النهار حتى خرج أطفال درعا العقلاء ليعلنوا بأناملهم الجديدة ميلاد فجر الثورة المباركة واستنهضوا بعباراتهم العقول قبل القلوب ليجبروا كل شخص يريد الانضمام لهم أن يقف مع ذاته ويسبر أغوارها ويجيبهم عن أسئلة القبول
لماذا يجب أن أثور على نظام الأسد؟
من أين يجب أن أبدأ الثورة؟
ماذا يجب ان أفعل كفرد لإنجاح الثورة؟
هل يمكن لشعب أعزل أن ينتصر بثورة سلمية على نظام أمني متوحش؟
كيف ستكون سوريا ما بعد الثورة؟
أسئلة قصيرة لكنها غاية في التعقيد وتحتاج لتأمل دقيق وتفكر عميق ولا بد لكل ثائر كريم أن يقف عندها ويجيب عليها حتى تتضح لديه معالم الطريق ويبدأ السير بخطى واثقة نحو المستقبل الذي يريده هو ويتمناه لنفسه وأولاده وإخوانه وبلده العزيز.