أصبح الموضوع الأكثر تداولاً مؤخراً هو التدخل الخارجي العسكري حيث انقسم الناس الذين كانوا صفاً واحداً بين مؤيد ومعارض لهذا التدخل, وتسارع الجميع إلى تخوين بعضهم البعض, متناسين أن الهدف واحد؛ وأن علينا دائماً البدء مما يجمعنا وليس العكس.
بدأت الثورة بسلمية ومازالت مستمرة بهذه السلمية بشكل مشرف وأسطوري رغم كل البطش الذي مورس على الناس العزل, هذا البطش الذي يدفع العديدين الآن لطلب التدخل الخارجي العسكري المباشر أو تسليح الثورة, وكل هذا مفهوم ولا يوجد أحد منا لم يفكر به لحظة رؤيته الفظائع التي ترتكب, لكن أليس علينا السؤال:
هل وصلنا لمرحلة لم يعد فيها الفعل السلمي مجدياً لإيصال الثورة إلى غايتها؟
والجواب برأي طبعاً لا, وإلا ما كنا قوبلنا بكل هذا البطش بمجرد فعلنا السلمي, فما يؤلم النظام فعلياً هو هذا الإصرار على سلمية الثورة -رغم كل محاولاته لدفع الثورة نحو التسلح-, ومازال هناك العديد من الاحتمالات والخيارات أمام الحراك السلمي السوري التي يستطيع بها المحافظة على زخم الثورة واستمراريتها حتى وصولها نحو هدفها.
التسلح كما ذكرنا هو خيار لكنه خيار شديد الدموية وعواقبه شديدة الكلفة خصوصاً مع التركيبة الداخلية السورية وما يفعله النظام (وفعله على طوال الأربعين عام) مع الإضافة لكل التركيبة الخارجية, كإسرائيل التي ترغب ببساطة بسورية ضعيفة وتقسيم البلد هو هدفها -من ينسى التصريحات الطائفية الأخيرة-, أو العديد من الدول العربية التي تبدو داعمة بمواقفها لكنها بالحقيقة تنتظر اللحظة المناسبة لخنق الثورة خوفاً من انتقال “عدوة” الحرية لها, وتريد الثورة السورية أن تنتهي بأسرع وقت ممكن, كالأردن والسعودية وغيرها الكثير -فكل البلدان العربية تمتلك مقومات اندلاع الثورة فيها- ومن يظن أن الدول العربية هي نصيرة للثورة السورية للآسف هو خاطئ جداً.
المهم أن الخيار العسكري الخارجي/ الداخلي كما ذكرنا هو مطروح لكن ماذا لو كان هناك خيار آخر يستطيع تخفيف الخسائر البشرية والمساعدة بحلحلة الأمور نوعاً ما, فما المانع من أن نجربه ونعطيه الفرصة, فمع كل هذا الدفع الخارجي الذي يقوم به العديدين من المجلس الوطني السوري وغيره من المعارضين لاستصدار قرار تتيح وتقونن التدخل الخارجي العسكري, لا نرى وجود حراك حقيقي نحو استصدار قرار يفرض على النظام إدخال الإعلام الخارجي (الأمر الجائز قانونياً ولوجيستياً) لتغطية الأحداث دون رقابة حكومية – طبعاً لكي لا تتكرر مهزلة المراقبين مجدداً أو المسرحية المحزنة التي أودت بحياة الصحفي الفرنسي جان جاكييه -, أليس هكذا قرار سيكون أكثر سهولة لإصداره من قرار التدخل العسكري مع وجود الفيتو الروسي أو الصيني -أصلاً مع انعدام الرغبة الحقيقية بالتدخل وذلك لضآلة المردود الذي قد يجلبه هكذا تدخل (كالنفط في ليبيا)- , أليس هكذا قرار سيساعد على تخفيف من حدة العنف ويمكن استغلاله لدعم الحراك السلمي ونقله إلى مستوى جديد, هكذا قرار قد يبدو للبعض غير كافي أو غير مجدي, لكن أليس احتمال مجرد احتمال منع مقتل شخص واحد فقط, بالكافي لتجربة هكذا خيار مقارنةً بعدد الضحايا لأي خيار آخر مطروح الآن؟
- نشر الحرية وليس الطائفية
- دخول الإعلام وليس السلاح
- المساواة وليس التفرقة
الهدف واحد لذا لنكن معاً نحو سورية مدنية ديمقراطية للجميع
—————————————————————
صفحة دخول الإعلام مطلبنا