عارف عبدو
أراد بعض رفاقي ومن بينهم أنا، أن لا يعطينا أستاذ مادة اللغة العربية درساً ،وذلك في أحد أيام الدراسة
من الصف الأول الثانوي ،وكان الوضع يشبه الانسجام فيما بين الطلاب ذاك اليوم.
فكرنا في الطريقة المثلى لذلك الأمر، فبدأ كل يدلي بدلوه حتى اجتمعنا على فكرة تكاد تكون شيطانية حينها
… نغلق باب الصف وشبابيكه ونفرغ قليلاً من المازوت على المدفأة وهي ملتهبة، عندها يستطيع أي شخص أن
يتخيل الصورة التي ستكون عليها غرفة الصف (انعدام رؤيا واحتراق شبه كامل للأوكسجين) اذا سيكون
من المستحيل مجرد مكوث الأستاذ في الصف فكيف بإعطاء درس، لكن الخطة لم تنتهي بعد، كلفنا أحد
الرفاق بمراقبة مجيئ الأستاذ، وعندما ظهر الأستاذ من باب الإدارة بدأنا بالهتاف “بالروح بالدم نفديك يا
بشار” ” حافظ أسد رمز الأمة العربية” “الى الأبد الى الأبد يا بشار الأسد” .
وهكذا حتى وصل الأستاذ وكان ما كان، وهنا لن أطيل على من تحملني الى هذه اللحظة، أجري تحقيق في
الموضوع من قبل المدير الأستاذ محمد رحمه الله وتلفلف الموضوع بعد عدة أيام.
اكتشفنا منذ كنا في الثانوية أننا نستطيع تمرير أي تخريب نريده تحت هتافات النفاق والكذب تلك.
ومن قبلنا اكتشف نواب الرؤساء وزراء الدولة والمحافظين والمدراء العامين والضباط والقضاة ومدراء
المناطق والنواحي ورؤساء البلديات والموظفين وأصحاب المهن والمحال التجارية ،بالمختصر المفيد
الكبير والصغير والمقمط بالسرير، أصبح يعرف أنه باسمكم بات يستطيع تمرير أياً ما شاء من أعمال
التخريب، وكنتم أول العارفين بهذا الشيء وكنتم أنتم أولى الناس بالخراب.
تعليق واحد
1) “أراد بعض رفاقي ومن بينهم أنا، أن لا يعطينا أستاذ مادة اللغة العربية درساً ”
قرّ رأينا – انا ورفاقي- على تعطيل درس اللغة العربية
2) “لم تنتهِ- لانها مجزومة
3) “انعدام رؤيا” –
– رؤية
– غباش في الرؤية
4) مجيء