الناس اللي طلعت بسوريا للثورة، هتفت للحرية، هتفت الشعب السوري ما بينذل … بدها بلد لجميع السوريين، منتساوى في كلياتنا، بدون فساد بدون محسوبيات وبدون نظام متسلط…غني أو فقير متعلم أو أمي عندك شغل أو ماعم تلاقي ، الكل مطلبو واحدوالكل هدفو واحد…… الثورة جمعتنا وجمعة مطالبنا بالحرية واسقاط هلنظام…
– ضيفنا لليوم المعتقل السابق عبد العزيز عباس….. عبد العزيز مهندس، تم اعتقالو من مكتبو بالمزة…. رح نحكي معو سوا عن تفاصيل اعتقالو.. أهلا وسهلا فيك عبد العزيز ببرنامجنا حلاوة وزيتون…
– أهلا وسهلا فيكي..
-”مندس” مندس أومندسة ….. كلمة صارو شباب الثورة يتباهو فيه، بس تستخدم كإدانة أو إهانة بفروعة الأمن…. عبد العزيز، إنت مندس بشو؟ وكيف كانت بداية اندساسك؟
– بداية اندساسي كانت وقت سمعنا أنو زين العابدين هرب!! عرفنا أنو نحنا كشعب ممكن يطلع بأيدنا شي أمام هادا النظام المجرم.. عانينا وعشنا بحالة قمع فكري.. كان مستحيل انو نفكر غير بسوريا الأسد طول الفترة الماضية.. ومن وقت ما هرب زين العابدين وانا ما وفرت أي فرصة لحتى شارك بالثورة..
– باعتقالك كان الانتصار بالنسبة لعناصر المخابرات اللي مسكتك هو إنن مسكو مندس… أديش شفت النصر بعيونن، أو إنن حققو شي للبلد أو لرئيسن بمسكتهن لإلك؟ وكيف صارت قصة اعتقالك؟
– كانو مبسوطين جداً.. كانو هنن سامعين مكالمات بيني وبين أحد الشباب المعتقلين وكانو عم بيدورو على هادا الشخص يلي اسمو عبد العزيز وبدهون يحصلو عليه بأي ثمن..
القصة أنو كان في شب صديق إلي تم اعتقاله وانا ما كنت بعرف أنو معتقل، كان مفروض جايب حملة مساعدات لدرعا وعم بيصير تلفونات بيناتنا وهوي داخل المعتقل، وكان الشب يحاول يلمحلي وأنا حسيت أنو في شي خطر، بيوم من الأيام طلعت من المكتب ولقيت 15 مسلح صارو يصرخو مسكنا مندس مسكنا مندس، طبعا الضرب والاهانة بنص الشارع باوتوستراد المزة، انا الحقيقة ما حسيت بالاهانة لأنو الواحد بيحس بالاهانة من شخص ند إله.. هدول الأشخاص مش أنداد إلي..
– شو كانت ردة فعل الناس؟
صمت مخز!!.. حتى كان في ناس ولا حتى وقفت أو تطلعت.. بتعرفي أنتي كيف بتصير القصص.. كبلوني واخدوني على الفرع ووقت وصلنا بلشو ضرب وقتل..
– شو كانت طرق التعذيب يلي اتعرضتلها؟
– الكهربا.. العصي الكهربا.. العصي العادية.. الجلد.. الفلقة.. حاولو يشبحوني ولكن لحسن الحظ كانت الحبال مقطعة (الشبح هوي تعليق على خشبة موجودة بالفرع)..
تقريبا أصعب شي كان بالنسبة إلي هوي حفلة الاستقبال بالفرع لأنو طولت كتير، بينما باقي الأشيا كانت سلسلة بالمقارنة مع حفلة الاستقبال…
– شو كان الهدف من التعذيب بحالتك؟
الحقيقة أنو الأغلب هوي اهانة وتكسير راس.. كان في جلسات تحقيق جلسة التحقيق يلي كان فيها أكتر شي تعذيب ما كان فيها ولا ورقة ولا قلم .. طبيعة الأسئلة غريبة ومقرفة أحيانا بيسألك أنت كلب ولا حمار؟!! ومطلوب منك تجاوب!!.. فكان هادا هوي طبيعة التحقيق جوا..
– انت بالمعتقل شفت شباب من درعا كانو بيشتغلو بالأمن سابقاً، هل لاحظت أنو طريقة التعامل معهم كانت مختلفو عن غيرهم من المعتقلين كونو هنن كانو جزء من النظام؟
– هلأ بالفترة يلي كنت أنا فيها بالمعتقل ما كان في شي اسمو منشقين لسّا وما كان في جيش حر أبدا..، ولكن كانو هدول الشباب متعاطفين مع المتظاهرين أو هيك كانت تهمتهم، هنن كانو شباب درعاوية بيشتغلو بالأمن الجنائي.. يبدو كان في تقارير انكتبت فيهم، الحقيقة كان في تعاطف بينهم وبين السجان ولكن مع الضباط ما كان في فرق بينهم وبين أي معتقل عادي، عند الضباط مافي فرق بين ضابط أو عسكري أو مهندس أو دكتور.. على بساط الريح كلو واحد!!..
– “روحوا الله ينصركن.. الله ينجيكن، أنا بعرف هدول الكلاب شو بيعملو بالموقوفين وشفت إجرامهم بدرعا” شو قصة هالدعاء عبد العزيز؟
هي لمّا حولونا بين الفروع طلعت معنا صبية حرّة، كانت عم تحكيلنا عن كيف وقت شلحوها الحجاب وصارو يهددوها بعرضها، وكان في عنصر أمن عم يسمعنا، أول ما اتسكر باب الباص علينا، الله ينصركم وينجيكون وانو انتو رفعتو راسنا وهيك..
– ما استغربت وجود هيك شخص داخل فروع الأمن؟
هلأ جوا لابد في تعاطف، بتلاقيها بوجه الشخص وهوي عم يتطلع، بتلاقي في ناس قاعدة وحابة تقدم شي أو تساعد ومش قادرة، ولكن ما شفنا ولا مرة واحد هيك حكى بها الطريقة.. كنا تقريبا بالباص سبع شباب الحقيقة دمعت عيوننا وقت سمعنا كلام هالعنصر..
– حفلات غسيل الدماغ.. أتت أكلها بعدين؟
ههههه… . كان الضابط عم يعمللنا محاضرات عن التدخل الخارجي والمؤامرة والعصابات المسلحة وهالقصص وانا كنت هز براسي وقول لحالي أنو خلص بس رجعني لحتى نام!!
بوحدة من المراحل قالي هادا الشخص أنو شوف كيف مافي عنا تعذيب رغم أنو قالولك أنو في تعذيب.. وبوقتها أنا ما استحملت وكشفت عن جسمي وورجيته آثار التعذيب.. وعمل حالو هوي مستغرب.. هوي الكذب يبدو اسلوب حياة مش اكتر من هيك..
– مين أكتر شي من زملائك بالمعتقل أثرت فيه قصته؟
– أكتر شي كان في شيخ حوراني قابلته بنظارة القصر العدلي، أخدو منه أبنه من بين أيديه شهيد، الشب كان مضروب براسه ونحنا افترضنا انو الشب شهيد.. أخدو ابنه منه وهوي عم بيحاول يسعفه وجابوه للشيخ على السجن وكان صرلو اسبوعين ما بيعرف وين ابنه ولا بيعرف مكانه.. وبنفس الوقت كان هالشيخ هادئ كتير ويستشهد بآيات قرآنية أثناء حديثه وحسيتو انو لازم يكون مثال لنا..
– شو حابب تقول بسطر لسوريا هلأ.. وشو حابب تقول بسطر لسوريا المستقبل؟
– الحل داخلي يا شباب/ اذا ما ركزنا على تحريك الصامتين والخائفين لينضمو للثورة فالوطن كلو مهدد الوطن كبنية مهدد..
أما سوريا بكرا.. فبقول انو لا تنسو شهدائكم.. لا خير في أمة تنسى شهدائها..
الحرية إلك وإلي ولكل السوريين .. كان معنا اليوم ببرنامج حلاوة وزيتون ضيفنا الحر عبد العزيز عباس..
[youtube=http://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=zjE-9W6IGsI]