Abdulawal Alsakka
—————————–
مايستوقفني في كل يوم “اتصفح فيه اخبار الثورة من انتصارات وخسائر, ومن نظرة الى قائمة الشهداء الذين قضوا في اليوم السابق وصور الاشلاء والشهداء وقصص المعتقلين “, هو ان رغم كل هذا الخوف والدمار والقتل والتهجير واللاانسانية , مازالت شعلة الثورة متقدة حمراء ملتهبة, ومازال الشعب الثائر مصمما على النصر او ان يرزق الشهادة.
انه ببساطة مايسمى بالايمان..وهذا الايمان في اغلبه مخصوص لمن هو داخل المعركة “سلمية او مسلحة”, لا يمكن لاحد ان يتخيل كم من القوة والصبر والثبات يمكن ان يتملكه من هو في خضم الاحداث, على عكس ما يفرضه المنطق احيانا من الخوف والاستسلام والذل والخنوع والتراجع !
لا يوجد عند اي من هؤلاء الناس اي قدر من الخوف او الجزع او حتى مجرد الشك بان النهاية لن تكون لمصلحتهم.
لا اعتقد ان هذا هو المنطق ذات المنطق الذي درسناه في المدارس و تبحرنا فيه في الجامعات , بل هو نوع جديد من انواع المنطق الذي اسميته “منطق الثورة السورية” .
فما من منطق يشبه هكذا منطق, كل القواعد تغيرت, كل المفاهيم اختلطت او حتى تبدلت, حتى معادلة “واحد زائد واحد يساوي اثنان” نسفت من قانون المعادلات اللتي اصبح لها ملايين الاسثناءات.
لا يوجد من يستطيع ان ينكر ان الثورة السورية خلقت لنفسها علما جديدا من العلوم الانسانية وسطرت كتبا لتعليم الشعوب كيف لا تستسلم ولا تستكين حين تثور.
ربما خذل الوقت ثورتنا ولم يستطع ان يجاريها ليرتقي الى مستوى جديد من المنطق, لكن هذا هو ما يجعل ثورتنا ليس كغيرها من الثورات, لا منطق مفهوم فيها, والمنطق الوحيد في ثورتنا هو “منطق الثورة السورية” والا لكنا كغيرنا و طبعا نحن دائما لسنا كغيرنا, نوجد للعالم مفاهيم الانسانية الجديدة.