مصطفى أبازيد
———————
هناك من يقول . ماذا يريد الإنسان أكثر من أكل و شرب و أمن و أمان ليعيش ؟ لكي ينام في فراشه هانئاً , و يسير ببطئ نحو الموت .
أقول لهؤلاء . و ما فرق هذا الإنسان الذي تتحدثون عنه عن سائر البهائم؟ ألا يكفيها أن تنعم بالأكل والشرب و الأمان لتعيش ؟
و ما فرق عالمنا عن الغابة إذاً ؟
إن الإنسان الحقيقي و ليس البهيمة يحتاج إلى أكثر من ذلك بكثير . إنه يحتاج إلى حياة كريمة . إلى عقلِ مبتكر ذو إرادة حرّة . إلى حرية ينتزعها . إلى حروب و أعداء . لكي يستحيل جسراً تعبره الأجيال نحو الرقي .
يستهزئون بكم بفكرة الأمن و الأمان . يريدونكم أفراداً في قطيع . تمشون بصمت نحو حتفكم .
فإما أن تختاروا حياة البهائم . و إما أن تختاروا حياة الأحرار . تحملون أفكاركم على ظهوركم . تصارعون من أجل حريتكم . و تبتكرون كل جديد .
احملوا السلاح وقاتلوا . حاربوا من يقاتلكم . فالحرب غاية بحد ذاتها . و هي من تصنع سلام الأبطال . و هي من تفرض الأفكار واقعاً .
حاربوا بأخلاق الأسياد . و ترفعّهم عن الثأر . و لا تسمعوا لدعاة السلم اليوم . فلا صوت فوق صوت البنادق . فالعقل و الحكمة تحتاج سلاحاً حتى تواجه المجنزرات .
لا تجالسوا عدوّاً ولا تحاوروه , ولا تنتظروا العون من أحد , ففي جسدكم المقدس هناك عقل , يحمل فكرة , تريد الدفاع من أجل البقاء , تريد انتزاع الحريّة لها .
بيعوا الخبز و اشتروا البنادق و قفوا كقامات الجبال أمام اعدائكم , كالشوك في حلوقهم . لا تبكوا و لا ترتجف يدكم على الزناد . و ليكن العقل يومها سيداً ..
كونوا نوراً و ناراً . كونوا جسوراً . كونوا صدىً لأفكاركم . و صورة لعقولكم الحرّة .
عندها فقط ستستحقّون الحريّة .. و عندها فقط ستسودون ..