تيسير كريم او متل ما بيحب نناديلو ع طول (تيمور) .. شب متل كتار من شباب الثورة السورية ضل لوقت طويل يشتغل بالظل .. ووقت تم اعتقالو انحكى انو انمسكت نص الثورة.. اي .. تيمور كان نص الثورة بدمشق!!
تيمور طبيب .. اختصاصي اورام ، اعتقل ب 26 | 12 |2011 وتم اطلاق سراحه بعد 70 يوم قضاها بأقبية المخابرات السورية..
تيمور مرحبا..
– كيف فتت بأجواء شباب الثورة ، وكيف لحتى صرت شخص ممكن ينقال عنو ( انو هوي نص الثورة) ؟!!
الحقيقة حلو كتير انو يسمع الواحد انو عم ينحكى عنو هيك، ولكن الحقيقة كلياتنا اجزاء من الثورة، الثورة صورة كبيرة ما حدا بيقدر يكون ربعها أونصها.. وكل ما اتعرفنا على شب جديد بالثورة منكون عم نتعرف على جزء جديد من الصورة الكاملة..
انا كنت عم تابع الاحداث باليمن وبمصر وتونس.. وبصراحة ما كنت متخيل أنو يصير هيك بسوريا، بسبب غياب الحياة السياسة أصلا بسوريا..
لما شفت فيديو أول مظاهرة طلعت بالحميدية صرت أرجف!! واسأل حالي هل معقول يصير عنا هيك!!
كانت المظاهرة ب 18 -3 وما شاركت فيها.. كنت ملبك بتفاصيل حياتي.. ولكن أول مشاركة الي بمظاهرة كانت ب 25-3 – 2011 بالمعضمية، رحت على جامع الزيتونة بالمعضمية ويمكن بحس كتير بالفخر انو أول تكبير صار بالجامع كنت انا صاحبو..
الخطبة كانت عادية والصلاة متل العادة ولكن سمعت من برا ناس عم بيهتفو وانا ما عد قدرت ركز.. وصرت بدي اخلص مشان اطلع واهتف..
بمجرد انتهاء الصلاة صرت اصرخ وما عد سمعت غير صوتي، وصار الجامع كلو يهز فينا.. وكل المظاهرات التانية بالنسبة الي كانت صدى لهي المظاهرة..
– فيك تحكيلنا شوي عن الاشيا اللي كنت تشتغل عليها بدمشق؟
ميزة المتظاهر السوري انو هوي منظم للمظاهرة ومشارك فيها ومصور الها ومعالج للمصابين فيها و و و .. وفعلا لفترة طويلة ضليت أشتغل بأي نشاط موجود على الأرض..
– وإن لم نلتق ثانية تذكروا أيّ شباب جامح عشناه معاً.. هي كانت جملة كتبتها بنفس اليوم اللي تم اعتقالك فيه وتركتها بالبيت..
كيف تم اعتقالك؟
تمام.. هي الجملة كتبتها قبل عدة دقائق من اعتقالي، كنت متخفي من فترة 3 شهور هربا من المخابرات، وهالشي صار بعد 6 شهور من شغلي بالثورة، الثورة كانت مسيطرة عليي كلياً، تركت زوجتي لحالها، واتخبيت بيبيت تاني، كان عندي هاجس كبير انو رح يتم اعتقالي أو رح استشهد، وكنت عم خبر كل يلي حوليي عن هادا الهاجس..
كنت بدي اطلع من البيت ورجعت وكتبت الجملة هي على الورقة وتركتها لرفقاتي يلي كانو معي بالبيت.
– بعد اعتقالك تم اصدار عدة بيانات للمطالبة بالافراج عنك اهمها بيان من لجان الدفاع عن الحريات الديمقراطية وحقوق الانسان في سوريا ، و بيان من احدى المنظمات الفرنسية المناهضة للتعذيب كان في مخاوف حقيقية على سلامتك جوا..
شو صار جوا شو اكتر شي بيخطرلك تحكيه عن هديك الايام؟
نحنا عنا عشرات الالاف من المعتقلين، عم بيتم اخفائهم بكل الأماكن الممكنة، كتير كان حلو ومشكور الاهتمام اللي اتوجه الي ولكن في الحقيقة انا بشوف أنو الاهتمام لازم يتوجه لأكبر عدد ممكن من المعتقلين..
يمكن من المستغرب انو يكون الشي يلي كان عم بيشغل بالي اكتر شي هوي الناس الموجودين برا.. امانهم..
في حادثة أنا بفتخر فيها صارت معي وهيي أنو اجبروني اتصل بصبيتين مشان اعمل معهون مواعيد ووبالتالي المخابرات تعمللهون كمين ويتم اعتقالهم.. كان في نوع من التشفير المتفق عليه مع احدى الصبايا ووقت اجبروني اتصل بالصبية قدرت مرقلها كلمة معينة متفق عليها كاشارة انو انا معتقل..
اما الصبية التانية فما كان في اتفاق بيني وبينها على شيفرة معينة ولكن وقت اجبروني اتصل فيها قلتلها فورا أنا معتقل.. وطبعا اكلت قتل كتير مشان هي الشغلة..
هل برأيك هي الضجة كان الها أثر على طريقة تعامل المحققين معك؟
– كان في محاولات ترغيب اضافة لمحاولات الترهيب والضرب، بأحدى الجلسات سمعوني مرسيل خليفة وصارو يحكو معي كلام لطيف ودعوات لمساعدتي بقضيتي ومحاولة لاستدراج معلومات مني بالحسنى.. حول اسماء رفقاتي وحول اسماء المشافي الميدانية.
انا استغليت الفرصة وسمعت الغنية يلي حطولي ياها ودخنت السيجارة وما قبلت احكي شي، وهون خلصت جلسة الترغيب..
الفكرة أنو انت كمعتقل لازم تحافظ على هدوءك وتمسك زمام الأمور، وتكون انت المسيطر بجلسات التحقيق، كنت ناوي انو يكون عقلي حاضر واعرف دير الموضوع تماما بالرغم من كل الضرب والاهانات..
– بعد اديش أهلك قدرو يزوروك؟
أهلي ما زاروني أبدا طيلة فترة اعتقالي، ما كان في ولا شي قانوني بيسمح باعتقالي لهي الفترة، في الحقيقة أي حدا بيفوت ما حدا بيعرف عنو شي لحتى يطلع.. هادا اذا طلع..
– اديش الناس يلي برا كانو حاضرين معك جوات السجن؟ شو اكتر شي كنت تفكر فيه وانت جوا؟
اكتر شي كنت فكر فيه هوي زوجتي.. جوا اكتشفت أديش بحبها.. كنت خايف عليها كتير.. كنت حاسس بأحاسيس جديدة اكتشفتها.. حسيت اديش كنت مبعد عن البيت وغرقان بالثورة وتارك بيتي.. لما صرت جوا اكتشفت اديش في ناس أنا مقصر بحقون.. هنن أهلي.. كانت والدتي كتير تخطر على بالي.. يمكن لأنو كنت خايف أو ما بعرف..
كنت خايف كمان على رفقاتي برا.. كنت احفظ الروايات يلي احكيها للمحققين وكل يوم راجع اقوالي لحالي مشان ما غير الرواية لأنو أي تغيير بالرواية بيخلي التحقيق يطول كتير كتير.. .. وكنت راجع كل الاخبار يلي عم ابعتها لرفقاتي برا.. كيف ولوين وشلون .. كل التفاصيل!!
– تيمور فيك تقول انو اتغيرت بعد الاعتقال؟
رفقاتي بيقولو اني طلعت شخص تاني.. رفقاتي القراب بيقولو انو طلعت من السجن انضج ، صافي الذهن أكتر، اعمق.. اكتشفت انو النظام كذبة كبيرة، اشخاص ما عندون غير العنف لحتى يقدرو يتصرفو وخارج العنف هنن ولا شي.. ناس مو عرفانين شو عم بيصير.. عم اشفق عليهون..
– اذا كنت عم تشفق عليهون معناتا انت مش حاقد مو هيك؟
بالحقيقة انا كان عندي مشاعر كتير متضاربة حولهم.. هنن كانو عم بيعاملو الناس بطريقة كتير كتير سيئة، المعتقلات بالحقيقة هيي مولد للحقد، ويمكن كتير طبيعي أنو يتولد هادا الحقد..
انا شخصيا كنت عم اشفق عليهون من باب انو هنن فعلا مو عرفانين شي.. هنن ما بيعرفو ليش عم ننزل ع الشارع.. ولا كيف.. ولا من شان شو..
هنن فعلا لا يعلمون ما يفعلون..
– بوصفك من أوائل شباب الثورة السلميين.. كيف عم تشوف العنف اللي عم يتصاعد يوم بعد يوم بأوساط شباب الثورة؟
بشوف أنو مفروض يندرس موضوع العنف والعنف المضاد بشكل اكبر.. ما فينا نغض النظر عن الانتهاكات الكبيرة يلي عم تصير من قبل النظام.. قتل وتشريد وحرق واغتصاب..
هادا الموضوع لازم ينأخد بعين الاعتبار بخصوص العنف المضاد يلي عم بيعملوه الناس..
شفت كتير ناس كانو سلميين كتير.. ولكن بعد ما عانو من كوارث كبيرة اتغيرو..
نحنا ما عم نصارع نظام ولا دولة نحنا عم نصارع عصابة فعلا.. ولازم نشتغل على هادا الاساس..
– عم تفكر كيف ممكن تكون سوريا بعد الثورة؟ قريبة لسوريا يلي ببالك؟
بأول الثورة كان في صورة حلوة كتير ببالي لسوريا بعد الثورة.. ولكن هلأ وبعد ما اتحطمت المؤسسات واتحطمت صورة الدولة والنظام بعيون الناس واحترام الدولة بعقل الناس.. بالتالي رح يكون عنا مهمة صعبة كتير..
الثورة تبعنا هيي جزئين الجزء الاول اسقاط النظام والجزء الكبير كتير هوي بناء الدولة.. رح بيكون عنا شغل كتير ولكن رح بيكون عنا شي حلو كتير لانو الناس بلشت توعى لمفاهيم المواطنة وقبول الاخر والديمقراطية ومؤسسات الدولة والمجتمع المدني.. وهي الاشيا ما كانو الناس يعرفوها من قبل بسوريا..
– بنهاية حديثنا حابب تضيف شي تيمور؟
بدي قول خلو ثقتنا بالثورة كبيرة.. وخلو ثقتنا بالنصر كبيرة.. كل المصاعب يلي هلأ عم نشوفها هيي مصاعب وخلافات منطقية.. نحنا متل الطفل يلي عايش أول شهورو عم بيتعلم الكلام ولما بيتوفر عندو النضج اللازم بيصير يقدر يحكي .. نحنا عم نحاول هلأ نهجئ حروف المواطنة والحرية والانسان.. ورح يجي الوقت يلي نقدر نحكي فيه كلشي بصوت عالي وبشكل صح..
بكرا بس نلتقي رح نحكي لبعض متل ما قال تشي غيفارا (توقف ايها الزمن ما أجملك) نحنا هلأ عم نعيش اجمل الأيام واحلى زمن بالرغم من كل الوجع وكل الاعتقالات والشهداء.. الا انو عم نعمل شي كتير كبير ورح ناخد ثمارو .. وكل هالتخفي والتعذيب والخوف رج بيكون أساس لمجتمع كتير نضيف وحلو بالمستقبل..
[youtube=http://www.youtube.com/watch?v=siDW2i1ajt4]