شاهدت اليوم صوراً “للشهيد البطل” في كفنه..
كان هذا الشهيد البطل طفلاً في الثالثة أو الرابعة من العمر
لا أدري ما شعوره إن كان يسمع ما نسبغ عليه -نحن الكبار الذين قتلناه- من ألقاب لا يفهم،ولا يريد أن يفهم معناها…
هل هو النقص فينا؟ أن نلبسه عباءة الكبير فلا نشعر بالذنب تجاه مقتله طفلاً؟
إنه لم يرد أن يكون شهيداً…ولا بطلاً…
كان يفضل لو يلعننا …ويعيش
على أن نمجده ويموت..
لماذا لا نقوى على تسمية الأمور بمسمياتها؟؟
أوليس استخدام عبارات الشهيد البطل المغوار المقدام…إلخ لا يعدو كونه بروباغندا للموت؟
مت واحصل على الألقاب التالية….أنت الذي عشت وأبوك يناديك “يا جحش” كل عمرك…
كفى ضجيجاً…
كفى ألقاباً وعباءات
الذين يموتون ليسوا شهداء، ليسوا أبطالاً…
الذين يموتون أرقامٌ من تراب…
الذين يموتون، أغطية سوداء على رؤوس أراملهم..
ودموع لا تجف على مخدات أبنائهم…
الشيء الوحيد في الموت..
الذي يصلح ويصح استخدامه كدعاية
أن الذين يموتون….يرتاحون
ويلعن كل شي…