راجح الشيخ
لم تمض سوى أيام معدودة على التحاق حزب العمل الشيوعي ممثلاً بالرفيق فاتح جاموس بجبهة التغيير والتحرير لصاحبها الرفيق قدري جميل والإعلان عن تحالف التغيير السلمي حتى صدر اليوم بيان عن اجتماع قيادة التجمع الماركسي اليساري ( تيم ) الذي ساهم في تأسيسه حزب العمل ممثلاً بالرفيق جاموس نفسه وما جاء في البيان يتعارض كلياً مع ما جاء في بيان التحالف السابق ذكره الأمر الذي يضع علامات استفهام عديدة على سلوك رموز هذا الحزب وقد تكون أولى هذه العلامات تشير إلى التخبط السياسي والحيرة وقلة الحيلة وعدم وعي ضرورة الإعلان عن الموقف في الوقت المناسب الأمر الذي يدعو إلى الإحباط والتشاؤم من الحالة التي وصلا إليها النخب السياسية بعد أن اتضح أنه يجري التلاعب بها على مدار الأيام..!؟
أدناه بيان التجمع الماركسي اليساري ( تيم ) والرفيق جاموس من قادته:
عقدت القيادة المركزية لتجمع اليسار الماركسي في سوريا(تيم) اجتماعها الدوري يوم الأحد 2052012، وتدارست الأوضاع الراهنة في البلاد من حيث استمرار القتل والعنف والاعتقال وتفاقم الأوضاع الإنسانية للمواطنين المهجرين من المناطق المنكوبة. ورأت أن كل ما يجري من ممارسات للنظام السوري هو على تعارض مع روح ونص مبادرة المبعوث الدولي كوفي أنان التي أعلن النظام التزامه اللفظي بها.
إن تجمع اليسار الماركسي في سوريا(تيم) يعتبر مبادرة أنان سلة متكاملة لا يمكن التعامل مع أي بند منها بمعزل عن البنود الأخرى، ولا يرى أي إمكانية لبدء العملية التفاوضية المنتظرة دون تنفيذ البنود التمهيدية الخمس قبل الوصول إلى البند السادس المتعلق بالتفاوض السياسي بين المعارضة ومندوبي السلطة ،الذين لم تلوث أيديهم بالدم والفساد،من أجل “الانتقال بالبلاد إلى نظام ديمقراطي برلماني تعددي”،حسب ماتقول مبادرة أنان.
إن قيادة التجمع الراديكالي الديمقراطي تعلن عن الأسى وهي ترثي مثل هذه النخب السياسية التي توضح أنه لم يعد بالإمكان التعويل عليها في عملية تخليق سورية الجديدة.
رئيس مكتب الإعلام في التيار الراديكالي الديمقراطي
تعليق واحد
حزب العمل الشيوعي في سوريا
بلاغ
كانت المسألة الديمقراطية في المجتمع وفي التنظيم إحدى أولويات حزبنا منذ تأسيسه كرابطة عام 1976 وحتى الآن. وكنا ومازلنا نطمح ونسعى إلى جعل الحزب بيئة حاضنة وراعية لتفاعل وتناغم وصراع الميول والتيارات المختلفة سياسياً ونظرياً، ما يجعل مقعد الرأي الآخر محجوزاً ومحترماً دائماً في كل هيئات الحزب.
وبعد خروج رفاقنا من المعتقلات في بداية الألفية الحالية راح العديد من الرفاق يسعون إلى استعادة الحزب تنظيمياً وسياسياً، ولعب الرفيق فاتح جاموس دوراً أساسياً في ذلك المسعى الذي نكن له التقدير العميق. غير ان الحزب وفي العديد من المفاصل التنظيمية والسياسية عانى من الميول والممارسات الفردية للرفيق فاتح وعدم التزامه بروح القرارات الحزبية وانفتاحه على باقي تيارات المعارضة الديمقراطية.
ثم جاءت ثورة شعبنا الباسلة لتزيد الشرخ بين خط الحزب السياسي الذي تعبر عنه نشرة “الآن” صراحة في انخراط الحزب مع قوى المعارضة الديمقراطية ودعمه لثورة شعبنا وضرورة التغيير الديمقراطي الجذري الآن. وشكلت تصريحات الرفيق الإعلامية الغريبة عن خط الحزب مصدر تشويش وإرباك على خط الحزب وممارسته، بينما لا تمثل في الواقع سوى آراءه الشخصية. وقد اكتمل هذا الشرخ بين الحزب والرفيق فاتح بنشاط تنظيمي خارج هيئات الحزب ووصل إلى حد العمل على تشكيل كتلة سياسية من مشارب مختلفة تضم قوى معروفة تاريخياً بموالاتها وذيليتها للنظام الاستبدادي. ما يضعه خارج العملية الثورية الجارية في البلاد، والتي نرى أنها تحتمل وتحتاج جميع محاولات النقد والتصويب على أرضية الانخراط فيها والسعي إلى تحقيق هدفها في بناء دولة معاصرة ذات نظام سياسي ديمقراطي برلماني تعددي.
إن المكتب السياسي لحزب العمل الشيوعي يجد نفسه ملزماً بإعلان أن هناك تفارقاً سياسياً كاملاً بين خط الحزب وممارسته من جهة وتوجهات الرفيق فاتح ونشاطاته بما يضعه خارج الحزب سياسياً وتنظيمياً، على أن تنظر الهيئات الحزبية المعنية في وضع الرفيق فاتح وممارساته وتتخذ الإجراءات المناسبة حيال ذلك.
دمشق2-5-2012
المكتب السياسي
لحزب العمل الشيوعي في سوريا