تقول لور إحدى صديقات الشهيد باسل: عندما علمت بخبر استشهاد باسل، أول شيء تداعى لذاكرتي، حديث كان قدر جرى بيني وبين إحدى الصديقات بعد أن سافر باسل إلى رحلته الأخيرة إلى حمص، كانت تقول صديقتي: باسل يحيا حياته بأكملها.. أما نحن فلا.. باسل اليوم سيلتقي بعوالم جديدة وأناس جدد، وسيرى ما لا نستطيع رؤيته.. وتتابع بالقول: “تخيلي شو رح يحكي لولادوا لما يكبروا عن هاي الرحلة”.
لن تسعف اللحظة الراهنة باسل كي يحكي لأبنائه المحتملين حكايته وحكاية شعب آثر الموت على المهانة, بيد أن اللحظة الراهنة ذاتها ستجعل من حكاية باسل وأقرانه الشهداء حكايتنا جميعاً، حكاية جميع من مروا على هذا الطريق.
باسل شهيد طائفة السينما –كما يحب أن يسميه أصدقائه- وهو قبل ذلك شهيد سوريا، في الواحد والثلاثين من مايو أيار قررت أسرة الشهيد أن تجري الصلاة على روحه في كنيسة في منطقة القصاع الدمشقية وذلك بعد أن كان قد تم دفن الجثمان في حمص.
كان من المفروض أن تكون صلاة صامتة –تقول لور- إلا أن الأجهزة الأمنية منعت حتى الصلاة، وأغلقت باب الكنيسة، وضربت حصاراً على المنطقة بالكامل، ومنعت العبور إلى مكان القداس، ثم ما لبثت هذه الأجهزة- العصابة والشبيحة المرافقين لهم بالاعتداء بالضرب بالعصي وغيرها على المشاركين بالصلاة، وقاموا باعتقال عدد منهم، حتى أنهم راحوا يوقفوا أي أحد من المارة ويستجوبونه من أين أتى وإلى أين ذاهب؛ والأسوأ من كل هذا أن عصابات الأمن والشبيحة راحوا يهتفون لقائدهم، بسلوك استفزازي، متحدين المشاركين، فما كان من الجموع إلا أن انفضوا على إثر هذا السلوك الذي أقل ما يمكن أن يوصف بالهمجي.
تقول لور: عندما وصلت، كان الأصدقاء يغنون أغنية لفيروز، وتابعتا بعدها بأغنية موطني العزيزة على قلب باسل (الذي كان يحب أن تغنى على باب الكنيسة, وهو الشيء الذي لم يستطع فعله). ثم ذهبنا كل في طريقة حاملين غصة في الحلق, وإصرار.. أن الذي استشهد اليوم لن تضيع دماؤه هباء، وأننا ماضون في طريق لا رجعة فيه.
———————-
فريق ثورة حياة